وضعت "مبادرة مصدر" التي أطلقتها حكومة أبوظبي من خلال شركة "مبادلة" لتطوير حلول الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة حجر أساس مصنعها الخاص بإنتاج ألواح الطاقة الكهروضوئية في مدينة إخترشاوسن الألمانية بتكلفة "230" مليون دولار. في خطوة تمثل المرحلة الأولى من جهودها الحثيثة التي تبذلها لريادة قطاع الطاقة البديلة العالمي. وأوضح بيان للشركة "مصدر" أن المشروع الصناعي الجديد يستخدم تقنيات إنتاج متطورة تتيح إنشاء شبكة طاقة كهربائية شمسية تكافئ شبكة الكهرباء التقليدية بجانب أنه يساهم في دعم الاقتصاد المحلي الذي يمتلك سجلا حافلا بالإنجازات في مجالي التصنيع والتكنولوجيا. وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" إن جغرافية أبوظبي ورؤيتها الرامية إلى أن تصبح أحد رواد الطاقة المتجددة على مستوى العالم ساهمت في جعل قطاع الألواح الكهروضوئية الشمسية الرقيقة محط اهتمام "مصدر". وأشار إلى أن ألمانيا تعد شريكا مثاليا ل "مصدر" لاعتبارات عديدة منها امتلاكها للتقنيات المتطورة والقوى العاملة عالية الكفاءة والمهارة والبيئة الاستثمارية الجذابة ناهيك عن أنها توفر قناة اتصال مباشر مع السوق الأوروبية.. مشيرا الى أن العمل مع ألمانيا يعد خطوة مهمة نحو دفع العالم باتجاه مستقبل آمن يعتمد على الطاقة النظيفة. وأضاف أن المنشأة التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 230مليون دولار أميركي تمثل المرحلة الأولى من استثمار "مصدر" البالغ ملياري دولار في مجال الألواح الكهروضوئية الرقيقة والذي يعد الأضخم من نوعه على مستوى العالم..مشيرا الى المنشأة المزمع أن تصبح قيد التشغيل في الربع الثالث من عام 2009تستهدف تحقيق طاقة إنتاجية سنوية تعادل 70ميجاواط كما أنها ستوفر أكثر من 180فرصة عمل متخصصة في قطاع الطاقة النظيفة. وأوضح الجابر أن المنشأة الجديدة ستنتج أضخم وأقوى ألواح كهروضوئية في العالم "مساحة اللوح 7ر 5متر مربع" باستخدام معدات من المزود أبلايد متيريالز الأمر الذي سيساهم في خفض تكاليف الإنتاج وتوفير الطاقة الشمسية بأسعار مناسبة. ولفت إلى أن اختيار "مصدر" ألمانيا لإقامة منشأتها الأولى تعود لكونها مركزاً عالمياً للتكنولوجيا الكهروضوئية حيث ستعمل المنشأة الألمانية بمثابة محطة مرجعية لنقل التقنيات والمعرفة إلى المحطة الكبرى في أبوظبي التي سوف تبلغ طاقتها الإنتاجية 140ميجاواط. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" ان من المفترض أن يبدأ الإنتاج الأولي في نهاية عام 2010وسيتم تخصيص إنتاج المنشأتين لشركات تركيب الأنظمة الكهروضوئية في أوروبا وتلبية احتياجات "مدينة مصدر" من الطاقة الشمسية. من جانبه قال ديتر ألتهاوس رئيس وزراء ولاية تورنجن إن الولاية تعد مركز أعمال متطورا في الوقت الذي تحتل فيه ألمانيا موقعا رائدا في مجال التقنيات البيئية الحديثة لا سيما تقنيات الطاقة الشمسية التي أرست معايير جديدة في القطاع، موضحا أن اختيار أبوظبيالمانيا لتكون نموذجا لنقل التقنيات والمعرفة يعود لللإمكانات التكنولوجية الضخمة التي تتمتع بها ألمانيا والتي تشكل دعما لرؤية "مصدر" الرامية إلى تسريع عملية تطوير واعتماد حلول الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم. وأضاف أن مصنع إنتاج الطاقة الكهروضوئية يمثل خطوة مهمة على صعيد تعزيز وترسيخ العلاقات التجارية بين ألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة حيث أنه يفتح أفقاً جديداً للتعاون من أجل تطوير وتوفير حلول طاقة نظيفة ومستدامة حيث تعد دولة الإمارات أحد الشركاء الرئيسيين لألمانيا في منطقة الخليج في مجال التجارة غير النفطية والتي يبلغ حجمها حالياً نحو سبعة مليار دولار أمريكي. ونوه بأن هذه المنشأة ستساهم في تعزيز العلاقات الاستثمارية ودعم المشاريع البحثية المشتركة بين "مصدر" والعديد من الشركات والمؤسسات الألمانية بما فيها "سيمنز" و"جامعة راينيش فيستفيليش للتكنولوجيا" في مدينة آخن الألمانية و"مركز الفضاء الألماني". وقد حضر حفل وضع حجر الأساس كل من ديتر ألتهاوس رئيس وزراء ولاية تورنجن وسعادة محمد أحمد المحمود سفير دولة الإمارات لدى ألمانيا والدكتور هيرمان شير عضو في البرلمان الألماني وكلاوس فون دير كرون رئيس بلدية إخترشاوسن وعدد كبير من ممثلي الشركات الالمانية المختصة في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة وممثلي إدارة "مصدر للألواح الكهروضوئية".