قال خبير اقتصادي ان منطقة الخليج تعتمد على الخارج بنسبة 100% لتوفير احتياجاتها الغذائية، وأشار المدير التنفيذي للصندوق المشترك للسلع الأساسية التابع للأمم المتحدة ، السفير علي جومو الى ان اجمالي الواردات الغذائية لدول الخليج بلغ في عام 2007اكثر من 10مليارات دولار. من جانبه قال وزيرالمياه والبيئة الاماراتي، الدكتور راشد أحمد بن فهد، ان فاتورة الواردات الغذائية للإمارات ارتفعت في عام 2007الى 14.4مليار درهم.. وأشار الى ان الامارات تستورد نسبة 80% من اجمالي احتياجاتها من المواد الغذائية. وقال بن فهد، خلال افتتاح مؤتمر صندوق السلع الأساسية التابع للأمم المتحدة حول تنمية السلع في الشرق الأوسط، ان فاتورة الواردات الغذائية ستواصل ارتفاعها خلال السنوات المقبلة، نتيجة الزيادة السكانية، وارتفاع اسعار المحاصيل الزراعية عالميا. وأضاف انه على الرغم من ان العامين الماضيين شهدا خللا واضحا في توفير المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية، مصحوبا بارتفاع غير مسبوق في اسعارها، الا ان تأثير هذه التطورات مازال محدودا في دولة الإمارات. وأشار الى ان هذا الخلل يدعونا الى التفكير، والعمل بصورة جادة لتطوير انتاج السلع الزراعية الأساسية التي شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب التركيز على قطاعات اقتصادية اخرى كان يعتقد الى وقت قريب انها اكثر جدوى وفائدة، وأضاف بن فهد ان تحقيق الأمن الغذائي في السلع الغذائية الرئيسة يكتسب اهمية بالغة، بسبب تراجع الإنتاج، وتزايد الاحتياجات، واتجاه عدد من الدول الى استخدام الحبوب الزراعية كمصدر بديل للوقود، فضلا عن المعوقات التي تضعها بعض الدول امام الاتجار في هذه السلع. وأوضح وزير المياه والبيئة ان الإمارات، ومن خلال صندوق ابوظبي للاستثمار، بدأت في تنفيذ عدد من مشروعات الاستثمار الزراعي الخارجي في عدد من الدول، من بينها مصر والسودان وباكستان وكازاخستان، مشيرا الى ان الأولوية للاستثمار في مشروعات الأمن الغذائي الخارجي ستكون للدول العربية. ونفى بن فهد ان تكون مشروعات الاستثمار الزراعي الخارجي متعارضة مع قواعد منظمة التجارة العالمية، المنظمة للاتجار في المحاصيل الزراعية، مؤكدا في هذا الصدد ان هذه الاستثمارات تأتي في اطار المساعدات التقليدية التي تقدمها الإمارات للتنمية في هذه الدول . وأشار الى ان دولة الإمارات، على الرغم من قسوة مناخها وطبيعتها الصحراوية وندرة مواردها المائية، استطاعت تحقيق نهضة زراعية معقولة، وحققت نسباً عالية في الاكتفاء الذاتي في بعض انواع المحاصيل والسلع الغذائية الأساسية، مثل الأسماك والألبان. وقال بن فهد ان السلع الأساسية، بما في ذلك السلع الزراعية والسمكية والحيوانية ومنتجات الغابات، تمثل العمود الفقري لاقتصاديات معظم الدول النامية، وتعدّ المصدر الرئيس لتحقيق الدخل والإيرادات الحكومية ، وتمثّل نسبة 50% من صادرات اكثر من 55بلداً، ويعيش عليها اكثر من 70% من فقراء العالم.