حينما أدخل إلى المكتبة، فإنني أفترض بأن جهة ما قامت بمراجعة الكتب التي اشتريها أو يشتريها أبنائي، ليس من ناحية أفكار الكاتب، بل من الناحية الفنية والأسلوبية. فمثلاً، هناك مئات الكتب الصحية، ومثلها من الكتب الترفيهية والتعليمية للأطفال، وكتب المعلومات العامة وكتب التراث الأدبي والاجتماعي. مَنء يقوم بمراجعة كل هذه الكتب التي أشتريها أنا وأنت وهو وهي؟! وزارة الثقافة والإعلام؟! هل المراقبون في الوزارة يملكون القدرة على تقييم كل المطبوعات الصادرة في هذه المجالات، الطب والفن والأدب والرياضة والمعلومات العامة والبلاغة والفيزياء والكيمياء؟! طبعاً لا، وليس مطلوباً من الوزارة أن تفعل ذلك. المطلوب ألاّ تفسح كتاباً دون أن يتحمل أحد المختصين مسؤولية فسحه. فإذا ظهرت فيه أخطاء أو معلومات مغلوطة أو مؤثرة على العقول أو على الأمن أو الحياة، يكون هذا المختص هو المسؤول. أقول هذا الكلام لأنك تجد في المكتبات سيلاً من الكتب التي لا تشعر أمامها إلاّ بإحساس واحد: - هذه الكتب تحتاج إلى مراجعة. ولقد نشرت إحدى الصحف خبراً عن كتاب لتعليم الأطفال قبل سن المدرسة. في هذا الكتاب صورة لماعز وتحتها كلمة كلب. ولو أن مثل هذه الكتب أحيلت إلى جهة مختصة في وزارة التربية والتعليم، لما نشأت لدينا مثل هذه الظاهرة، ولما كلّبنا الماعز، أو معزّنا الكلاب. وأعرف أن بعضكم يقول الآن: - يا حليلك ويا حليل لجان وزارة التربية والتعليم!.