@@ أفزعني كثيراً.. خبر إلقاء السلطات العراقية القبض على من وصف بأنه (سعودي) بتهمة (التخابر) لصالح إيران في العراق.. @@ هذا الخبر نشر في العديد من الصحف المحلية الصادرة يوم الأحد الماضي.. بصيغ مختلفة.. وإن كانت في مجملها غير مريحة للنفس.. ومثيرة للكثير من التساؤلات.. @@ وبالرغم من أن المصدر الأمني المسؤول قد أوضح ان السلطات المختصة ماتزال تتحرى عن حقيقة هويته.. إلا انني لا أتخيل ان هناك مواطناً واحداً مستعداً لكي يبيع نفسه.. ويخون وطنه.. ويتاجر بهويته.. ويحتال على ضميره ويصبح عميلاً.. مأجوراً.. لأي بلد آخر في هذا العالم.. مهما كانت الأسباب والمبررات المؤدية إلى ذلك، بما فيها حالة الاستلاب الأيدلوجي والفكري.. @@ قلت بأنني لا أتخيل أن بيننا من يمكن ان يكون عميلاً.. مأجوراً لبلد آخر.. لسببين اثنين هما: @@ أولاً: ان هذا الوطن لا مثيل له على وجه الأرض.. بحكم قداسته.. وطهارته.. وبالتالي فإن كل واحد فينا يتشرف بأن ينتمي له ويحمل تاريخه وترابه.. وروحانيته بين طوايا نفسه.. وعقله.. ومشاعره.. وفي كل قطرة من قطرات دمه الجارية في جسده.. @@ وثانياً: ان أسوأ ما في هذا البلد الآمن.. والهادئ.. هو أفضل ألف ألف مرة مما هو متميز في كل بلاد الدنيا.. فنحن ولله الحمد.. أحسن حالاً.. من كثير من دول العالم التي ترزح تحت وطأة الخوف.. والقلق.. والفاقة.. أو التفسخ والانحلال.. والاضطراب.. @@ صحيح أن لدينا الكثير من الأخطاء.. والعيوب.. وأوجه النقص.. والقصور.. @@ وصحيح أن لدينا مشكلات عديدة.. بعضها يرجع لثقافة المجتمع.. والبعض الآخر يعود لأسباب ادارية أو اقتصادية أو تنظيمية.. @@ إلا ان الأكثر صحة هو.. ان هذا البلد في خير كبير.. وان حياة الإنسان فيه (مصونة).. وان ضمائر أهله - إن شاء الله - من الصحوة.. والتيقظ.. والإحساس المتعاظم بحقه علينا في صيانته.. وحفظه.. والدفاع عنه.. وحمايته.. وتأمين سلامته.. والتضحية من أجله.. بحيث لا يمكن ان يكون بيننا (خائن) بمثل هذه الصورة المخزية.. لتعم بذلك كل مواطن فينا.. وحاشانا ان نكون كذلك؟! @@ وكما قلت في البداية.. @@ فإنني لا أتخيل بأن يكون في وطني إنسان خائن. @@ وإذا تأكد هذا - وأنا أستبعده إن شاء الله - فإن علينا أن نقاضي كل طرف عمل على تسريب الخبر.. وتشويه صورة هذا البلد الطاهر.. واظهار ابنائه بهذا المظهر القميء.. والأسود.. @@ ذلك أن توقيت تسريب الخبر ونشره.. له دلالات عدة لسنا بصدد الحديث عنها الآن.. @@ وإن كان علينا أن نعرف كيف نتصرف مع أولئك الذين أرادوا - بسوء نية - بذر بذور الشك في دواخلنا تجاه بعضنا البعض.. @@ في الوقت الذي يتوجب علينا ان نكون متنبهين لمن يريدون بنا شراً.. حتى لا نمكنهم منا.. ونحصن أنفسنا ضد محاولاتهم الرامية إلى اختراق صفوفنا.. قاتلهم الله أنّى يؤفكون.. @@ ولو ثبت العكس.. @@ وثبت ان هذا الشاب منا - لا سمح الله - فإن علينا ان نتوقف طويلاً عند هذا الأمر.. وان ندقق في الكثير من الأسباب والتفاصيل حتى نعرف لماذا وقع هذا.. وكيف نحاسب كل من تسبب فيه.. أو جرّأحد أبنائنا إليه. @@@ ضمير مستتر: @@ (لاشيء أعظم من الوطن.. وأجدر بالتضحية من أجله.. والموت في سبيله).