يعتبر الطلاق أمر مهم ومصيري في حياة الشخص مثله كمثل الزواج حتى انه من بداية الحياة الزوجية ومنذ الشهر الأول يستطيع الشخص سواء كان رجلاً أو امرأة أن يعرف بحدسه أن هذا الزواج تعس وفاشل وأن الطلاق سيحدث أو أنه سعيد وناجح وسيستمر بإذن الله، قال تعالى: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة واتقوا الله ربكم لاتخرجوهن من بيوتهن ولايخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله) سورة الطلاق آية (1)، ولكنه يغالط نفسه ومنذ البداية بالسلاسل أكثر ولايدفع ثمن هذا التأجيل الغير مسؤول والغير مدروس إلا الأطفال الذين يأتون إلى هذه الحياة بدون ذنب اقترفوه من أم وأب غير متفاهمين يعيشان حياة فاشلة وكل ذلك بسبب عبارة غداً سيتغير بكرة الظروف بتتغير والذي يحدث أنه لاشيء يتغير سواء الزيادة في المتاعب النفسية وزيادة في عدد الأطفال (الضحايا). وهذا بالفعل قرار صعب ومصيري وكل ما تأخرنا في تنفيذه وخاصة عند استحالة الحياة بين الطرفين وتفاقم المشاكل كل ما زاد الوضع سوءاً وصعوبة "العائلة" ونحن نعلم أن الطلاق أبغض الحلال عند الله ولكن الحياة التعيسة السيئة ليس لها حل إلا الطلاق. والفراق في هذه الحالة أكرم وأفضل للنفس من حياة متعبة مريضة لاتنشئ إلا جيلاً فاشلاً يرى أبوين تعيسين مختلفين ومتخاصمين والكل يبث حقده وغله على الآخر وبمرأى من الأولاد، وربما بجهل منهما أو أحد الوالدين يدخلان الأطفال كطرف في هذا النزاع.. وما يؤدي ذلك إلى أمراض نفسية يصاب بها الأطفال تغرس في عقولهم ويصعب بعد ذلك علاجها. كيف وهما يرى قدوتهما وأقرب اثنين لهما وبهذا الشكل.. لذلك لابد من التفكير في حالة استحالة الحياة مع الطرف الآخر واستنفاذ جميع الطرق في الصلح والتفاهم من اللجوء إلى الأهل أو إلى الطبيب النفسي، قال تعالى: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها أن يريداً إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً) النساء (35)، أو الاخصائي الاجتماعي للمساعدة والمشاورة ومساعدتهم في اتخاذ القرار السليم إما بحياة منطقية مقبولة للطرفين مع بعضهما البعض مع بعض التغيير منهما لكي يتقربا إلى بعض أو القرار الصائب والصحيح بالانفصال وبهدوء وبدون ضجة وشوشرة وخاصة عندما يكون هناك أطفال (فالعضو المريض في الجسم لابد من استئصاله مهما كان صعباً على النفس لكي يعيش باقي الجسد بصحة وسلامة..!!). وأنا هنا لا أشجع على الانفصال لكن عندما تستحيل الحياة وتؤثر على المرء سواء نفسياً أوصحياً أو اجتماعياً فلابد من الفراق ولايعتبر هذا الأمر عيباً سواء للمرأة أو الرجل كغيره من الأمور الأخرى التي تخص البشرية. قال تعالى: (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعاً حكيماً) النساء، آيه (130) أي يمضي كل في سبيله، ويفني الله كلاً من سعته. والله من وراء القصد إضاءة: الكلمات الجميلة والنبيلة لاتخرج إلا تحت أنقاض الهموم والأحزان.