بدأ الرئيس السوري بشار الأسد زيارة إلى موسكو تستمر ليومين بدعوة من الرئيس الروسي دمتري ميدفيدف يناقش من خلالها جملة واسعة من المسائل المتعلقة بالشراكة السياسية والتجارية - الاقتصادية على حد سواء. كما أنه سيطرح أثناء المباحثات موضوع شراء أسلحة روسية جديدة والاستمرار في تطوير التعاون العسكري - الفني مع روسيا. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أشار في تصريحات صحافية قبل الزيارة إلى أن الاتجاه الواعد يكمن في إقامة مؤسسات مشتركة بين رجال الأعمال الروس والسوريين وعلى وجه التحديد في مجال السياحة. وأكد الأسد أن هذه العملية قد بدأت وأخذت تعود بثمارها. ويجب تشجيعها بشتى الوسائل. وفي نية الرئيس السوري مناقشة الوضع في الشرق الأوسط مع القيادة الروسية أثناء الاتصالات غير المباشرة مع (إسرائيل) والتي تجري بوساطة من الحكومة التركية. وحسب قوله فإن المفاوضات التي بدأت عقب انقطاع طويل مع الإسرائيليين لا تزال في مرحلتها البدائية ولم يحدث أي أمر هام أثناءها لحد الآن. ومع ذلك أعرب عن الأمل في أن الوضعية بالاتجاه السوري - الإسرائيلي للعملية السلمية قد تتغير مع حلول شهر أكتوبر أو بعده وذلك على قدر تزايد الثقة بين الطرفين. وأكد الأسد أن الموضوع الأولوي الأهمية بالنسبة إلى سورية هو إعادة مرتفعات الجولان المحتلة إليها. كما اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد بان سلوك الولاياتالمتحدة وعدد من بلدان الغرب بالنسبة الى أبخازيا وأوسيتيا مثالا صارخا لسياسة "المعايير المزدوجة" واعتبر في تصريحات لصحيفة كوميرسانت الروسية بأن موقف روسيا كان "سليما بشكل مطلق" متهما في الوقت نفسه جورجيا بأنها وراء اشعال الحرب وأكد الرئيس الأسد دعم بلاده بشكل حازم لروسيا كما شجب محاولات الدول الغربية لعزلها عن الساحة الدولية ولدى سؤال الرئيس الأسد حول إمكانية نشر صواريخ اسكندر الروسية على الأراضي السورية كرد على الدرع الصاروخية الأمريكية أكد بأن اقتناء سورية لمنظومة اسكندر الصاروخية من روسيا لا يرتبط بمسألة الدرع الصاروخي الأمريكي وقال "نحن مستعدون للتعاون مع روسيا في كلّ مجال يساعد في تقوية أمنها، وأمّا عن التفاصيل فيجب أن ننتظر المحادثات التي ستجري مع المسؤولين الروس". وذكر الاعلام الروسي العام الماضي ان موسكو سلمت سورية طائرات من طراز ميغ - 31ومعدات دفاع جوي متطورة، ما اغضب حكومة الاحتلال الاسرائيلي. وقال الأسد لصحيفة "كوميرسانت" ان صراع روسيا مع جورجيا والذي تقول فيه موسكو ان جورجيا استخدمت معدات زودتها بها (إسرائيل) أكد على الحاجة لان تعزز روسيا وسوريا تعاونهما العسكري. وقال الرئيس السوري "بالطبع التعاون العسكري والفني هو القضية الاساسية ومشتريات الاسلحة مسألة بالغة الاهمية." وأضاف "أعتقد اننا يجب ان نسرع بذلك. وعلاوة على ذلك فان الغرب واسرائيل يواصلان الضغط على روسيا." وقال الجيش الروسي هذا الاسبوع ان (إسرائيل) قدمت عربات عسكرية ومتفجرات لجورجيا وساعدت في تدريب جيشها. وتقول (إسرائيل) انها لا تقدم أسلحة لدول اخرى كحكومة لكن شركات خاصة تبرم صفقات لبيع معدات وتقديم تدريب بموافقة وزارة الدفاع. وقال الأسد ان دور (إسرائيل) سيشجع دولا اخرى مثل سورية على تعزيز تعاونها مع روسيا. وسوريا عدو للولايات المتحدة وحليف لايران. وقال الأسد للصحيفة "أعتقد انه في روسيا وفي العالم يدرك الجميع الآن الدور الذي تلعبه (إسرائيل) ومستشاروها العسكريون في الأزمة الجورجية." وقال "واذا كان يوجد في روسيا من قبل اشخاص يعتقدون ان هذه القوات يمكن ان تكون صديقة فانني أعتقد الآن انه لا أحد يفكر بهذه الطريقة الآن." وتحث (إسرائيل) منذ فترة طويلة روسيا على عدم بيع اسلحة لسوريا. وكانت دمشق حليفا لموسكو اثناء الحرب الباردة وهي الآن عنصر اساسي لطموحات الكرملين لاحياء الدور الذي كان يقوم به في عهد الاتحاد السوفيتي سابقا في المنطقة.