قالت وزارة الداخلية الجزائرية إن هجوما بقنبلة شرقي الجزائر العاصمة أمس الثلاثاء أسقط 43قتيلا وأصاب 45شخصا في إحدى أدمى الهجمات منذ عدة أعوام في البلاد. وذكرت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن الهجوم استهدف مدرسة لتدريب قوات الأمن في بلدة يسر الواقعة على بعد 55كيلومتراً شرقي الجزائر العاصمة. واوضحت الوزارة ان 42من القتلى مدنيون بالإضافة الى احد افراد قوات الأمن. واضافت ان 13من المصابين من قوات الأمن فيما البقية من المدنيين. جاء التفجير في اعقاب العديد من الهجمات لجناح "القاعدة" في شمال افريقيا لكن لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم. وقال شهود عيان ان الهجوم نفذه مفجر انتحاري صدم بسيارته الملغومة مجموعة من الشبان يأملون في الالتحاق بصفوف قوات الأمن كانوا مصطفين للدخول الى مدرسة لخوض الاختبارات المؤهلة. وقال شاهد عيان بالهاتف "معظم القتلى شبان تتراوح اعمارهم بين 18و 20عاما. كانوا يقفون في طابور انتظارا لدخول مدرسة لخوض اختبارات التجنيد عندما قتلهم الانفجار دون تمييز." واضاف "دمر انفجار السيارة جزءا من السياج الخارجي للمدرسة واحدث حفرة كبيرة في الارض على بعد ثلاثة امتار من البوابة الرئيسية". واوضحت وكالة الانباء الجزائرية ان الانفجار دمر واجهات العديد من المنازل والمباني بالقرب من المدرسة واحدث اضرارا بسيارات وغيرها من المركبات على الطرق القريبة مما اسفر عن اصابة العديد من الركاب. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني الذي زار موقع الانفجار مع كبار المسؤولين الامنيين قوله ان هذه العصابات الارهابية تسعى عبر الهجمات ضد المدنيين الى تخفيف الطوق المضروب حولهم "لأنهم وصلوا إلى نفق مسدود". وسبق ان ادلى زرهوني ومسؤولون آخرون بتعليقات مماثلة من قبل. ويقول المحلل السياسي محمود بلهيمر انه يتعين القلق بشأن الوضع الامني الان وعدم التقليل من التهديد الارهابي مثلما تفعل السلطات. من جانبه أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، بأشد عبارات الادانة الهجوم الإرهابي وأبدى الأمين العام اسفه العميق لوقوع ضحايا أبرياء، متقدماً بأحر التعازي لأسر الضحايا، ومتمنياً عاجل الشفاء للجرحى. وفي باريس ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "بشدة" بالاعتداء. وقال ساركوزي في بيان "بعد الاعتداء الذي يضرب الجزائر مجدداً مخلفاً العديد من الضحايا في يسر، يدين رئيس الجمهورية بشدة الاعمال الهمجية والعشوائية التي ما يزال الشعب الجزائري يعاني منها". واضاف ان ساركوزي "يقدم اصدق تعازيه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعائلات الضحايا واقاربهم والشعب الجزائري برمته". كما عبر الرئيس الفرنسي "للجزائر بقوة عن تضامن فرنسا الكامل واكد دعمه لها في مكافحة الارهاب". هذا وأعلنت وزارة الخارجية الالمانية الثلاثاء ان برلين تدين "باشد ما يمكن" الاعتداءات الاخيرة "الشنيعة والجبانة" التي تحاول تعكير اجواء السلم الداخلي والمصالحة في الجزائر. واعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في بيان ان "اعمال الارهاب في الاشهر الاخيرة محاولات شنيعة وجبانة لتعكير اجواء السلم الداخلي والمصالحة في الجزائر". واضاف ان تلك الاعتداءات "تؤكد ان الارهاب ما يزال يشكل خطرا وتشدد على ضرورة التعاون من اجل مكافحته".