يعلمك السقوط أن تقف مجدداً من أجل أن تبحث عن النجاح حتى لا تسقط ثانيا.. ويعلمك الألم أن تشكر الله على نعمة الصحة التي كنت تتمتع بها. ولكن ماذا يمكن أن تعلمك الدهشة من سلوك الآخرين؟ الآخرون الذين يجيدون فن ارتداء الأقنعة في الموقف الواحد واليوم الواحد بأكثر من وجه، يقنعونك بأن تلك الأوجه التي يرتدون هي شخصياتهم الحقيقية. في الواقع هم يتعايشون ويتفاعلون معك في حياتك ويومك وعملك بل وجدانك.. فتعتقد أنهم على صواب دائماً.. وأنت على عكس ذلك. تتأمل في وجوههم فيرتابك بعض الشك.. فيسحبون على شكوكك كل الحقائق المنمقة بزخرف القول.. فلا تملك سوى الإيماء برأسك علامة الموافقة على نظرتهم ورؤيتهم وتوجهاتهم المنغلقة على الموقف. ولا سبيل لك سوى الرضوخ لأي وجه تستميله فيهم. الوجه الذي قد تجد أنه ينقصك والذي يبوح بما يكنه صدرك ولا تبرح ان تعلنه للآخرين. لديهم مهارة عالية على الأداء الواقعي في مسرح الحياة، تحاصرك عن كشف الزبد من الحقيقة. يحسنون التسلق على مشاعر الآخرين - الساذجين - بل يضربون على الأوتار الحساسة.. ليجمعوا أكبر رصيد من المؤيدين لنجاح عرضهم الرائع. تأكد أنهم يستطيعون خداع البعض كل الوقت وقد يخدعون الكل بعض الوقت ولكن وحتما لن ولا يستيطعون خداع الكل كل الوقت. فلابد من أن تتكشف حقائق أقنعتهم.. وتجف مشاعرهم المزيفة ككلماتهم المصبوغة بلون الموقف الذي يتواجدون فيه وبدقة متناهية. هل قابلت مثلهم في دائرة.. عملك.. عائلتك ومواقع متعددة في حياتك؟؟ مثل هؤلاء لابد أن تتعلم منهم كيف تتعامل مع دهشة سلوكياتهم. فقط أنزع قوتك الذاتية واستعملها لمواجهتهم. حدق جيداً في الأفق في ما وراء كلماتهم.. فيما بين سطور شخصياتهم المتعددة. نظرة فاحصة لشخصياتهم تؤهلك للبحث عن طرق ناجحة للتعامل معهم. عندها قد تكون حياتك أرقى من أن تصاغ بأفكارهم. وستكون أجمل عندما تتأمل وعن قرب بأن للحياة أوجهاً مختلفة عليك التعامل معها بمنظارك أنت. عندها ستكون للدهشة عدة أوجه يتصدرها ما تراه من زاويتك أنت لا زوايا الآخرين المتملقين. جرب ان لم تكسب فلن تخسر شيئاً. لربما تتعلم من تلك الدهشة أشياء كثيرة تثري حياتك.