ترتبط المواسم التي تمر بالناس كالحج، والعيد، والعطلات، ورمضان. بكثير من الاستعدادات المختلفة. بيد أن موسم رمضان عادة يرتبط لدى العوائل السعودية بموسم آخر، إنه موسم "تأجير الخادمات" حيث تنشط سوق تأجير الخادمات ويشتد التنافس وتتحول أجور الخادمات إلى أسعار عالية تدخل في نسبها وحسوماتها، عمولات المؤجرات، والوسيطات، وتتسابق الأسر التي أهملت الانتباه إلى ذلك في سعي محموم من أجل الحصول على خادمة بأي ثمن، بل تتحول أنظمة عمل الخادمات إلى أساليب مختلفة منها الدوام الجزئي والدوام بالساعة لكن آخر ما لا تتمناه العائلة هو تدلل الخادمات في القبول أو الرفض، أو الهروب في وقت الحاجة الشديدة، أو تغيير الموقف في اللحظات الأخيرة ضمن حسابات الربح والخسارة في هذا الموسم. فجأة تختلط الأمور لتتولى الوسيطات مهام التأجير والترشيح والاتصالات وقبض العمولة المتصاعدة في هذا الموسم العصيب بدلا عن مكاتب الاستقدام. وكل هذا يؤدي إلى ارتفاع بورصة هذا القطاع مع قرب إطلالة شهر رمضان الذي تكثر فيه الالتزامات الأسرية، فالخادمة المؤقتة التي تعمل بنظام الساعة قد يصل أجرها إلى 3000ريال من خلال الدخل اليومي. هذا الازدحام الموسمي لتأجير الخادمات، عادة ما يكون سببا لتذمر ربات البيوت والعاملات من الموظفات والمعلمات، ففي لحظة الحاجة الشديدة إلى الخادمات يكون تلبية أجورهن مهما علت أمراً لابد منه. الأجور في رمضان في البداية تقول هدى عبدالله: إن زيادة كبيرة حدثت في الأجور مع دخول شهر رمضان، فأجر الخادمة الشهري كان لا يتجاوز 1200ريال لكنه ارتفع إلى 1700ريال. أما مريم - وهي أم لطفلتين (معلمة) - فذكرت أنها اضطرت العام الماضي لاستئجار خادمة قبل حلول رمضان بفترة طويلة ب 1500ريال حتى تتفادى الارتفاع الجنوني في رمضان، وطوال هذا الموسم تتمتع الخادمات بقبول اضطراري لشروطهن المفروضة من طرفهن على ربات البيوت، التي قد تتغير في أي لحظة. هروب الخادمات ففي حال موقف أم فهد التي روت تجربتها في الموسم السابق، تتعدد خيارات الخادمات أمامها دون جدوى بالرغم من أنها تدفع عمولة مسبقة للوسيطة، دون التزام من طرف الخادمة بالموافقة النهائية على العمل. تقول أم فهد: ثلاث خادمات دفعت لكل واحدة منهن عمولة قدرها 200ريال إضافة إلى عرض براتب قدره 1500ريال في الشهر ولم تستمر معي أي منهن أكثر من يوم واحد فالأولى لم تمكث في البيت أكثر من ساعتين، حيث لم يعجبها العمل وحدها بل طلبت خادمتين يساعدنها في البيت، أما الثانية فرفضت العمل بمجرد وصولها البيت دون معرفة السبب وذهبت العمولة الثانية المدفوعة لأجلها هباءً، فيما كانت الخادمة الثالثة صاحبة شروط وطلبات كمالية كثيرة. ويبدو أن أسلوب الطرق النظامية لدى الأطراف والمكاتب التي تعنى باستقدام الخادمات، يتعطل تماما في هذا الموسم، فضلا عن الأداء الذي لا يرضي كثيرا من المواطنين حول الشروط المتبعة لدى بعض تلك المكاتب، فبالرغم من أن كثيرا من المكاتب تعرض دعايات وشعارات جميلة لجذب اهتمام المواطن، إلا إن تلك الشعارات لا تنطبق على كثير من أساليب الأداء لدى الخادمات. فبعض الخادمات اللاتي يأتين بالطرق النظامية، عبر مكاتب الاستقدام، يجدن في مثل هذا الموسم سببا للهروب، والعمل لدى العائلات الأخرى بأجور أعلى. بأجر يومي وتروي ريم الخالد (موظفة) معاناتها مع الخادمات قائلة: كانت لدي خادمة تم إحضارها بالطريقة النظامية من خلال احد مكاتب الاستقدام ولم تمكث معي أكثر من 6أشهر ثم لاذت بالهرب الشهر الماضي مما دفعني في هذه الأيام الحرجة للبحث عن خادمة ولو بنظام الإيجار اليومي لأني موظفة وأهلي في مدينة أخرى ولدي أبناء صغار وبحاجة إلى رعاية واهتمام بمتطلباتهم أثناء غيابي عن المنزل إلى جانب مساعدتي في بعض الأعمال المنزلية ولقد وجدت خادمة بعد بحث مستمر من قبل بعض الصديقات وهي تتقاضى في اليوم 60ريال حيث تحضر طوال الشهر وتذهب في إجازة ليومين وأنا مضطرة في ظل الاحتياج لدفع هذا المبلغ حيث إنني لا أستطيع ترك أبنائي بدون رعاية وخاصة أننا على وشك الدخول في شهر رمضان والحاجة إلى الخادمة في هذه الأيام ضرورة ماسة إلى جانب أنني قد عانيت من الخادمات عن طريق مكاتب الاستقدام اللاتي أقوم بإحضارهن بطريقة نظامية للمرة الثانية ثم ما يلبثن فترة ويهربن. المفاوضة والعمولة الوسيطات اللاتي تنشط مهاراتهن في المفاوضة وطرق التدبير عند الضرورة عبر زيادة العمولة تتعدد جنسياتهن المختلفة، والملاحظ عدم وجود سيدات سعوديات في مهنة الوساطة هذه. تقول الوسيطة أم حبيب (أرتيرية): مع انقضاء الأسبوع الأول من رمضان لا يبقى لدي خادمات نظرا لكثرة الإقبال عليهن فأجورهن الشهرية قبل رمضان تتراوح بين 1000- 1200ريال وترتفع خلال رمضان إلى ما بين 1500-1700ريال. وتقول الوسيطة عائشة إندونيسية تعمل في هذا المجال: هناك خادمات يعملن بالساعة، بأجور ثابتة في رمضان وغيره ويبلغ أجر 8ساعات عمل 150ريالاً أي حوالي 19ريالاً في الساعة وهو أمر مناسب مع الأسر التي لا تحتاج الخادمة لمدة طويلة. أما الوسيطة فاطمة (اندونيسية) فقد صرحت: أن إيجار الخادمات يختلف قبل رمضان وأثناء دخول شهر رمضان كما أن طبيعة عملهن تختلف فمنهن من تعمل بنظام الساعات ومنهن من تعمل بنظام الأجر الشهري ولكن المبلغ الذي تتقاضاه الخادمة يتفاوت بحجم كبر العائلة من عدمه حيث انه ستزداد المهام الموكلة بالخادمة من رعاية الأبناء وتنظيف المنزل ونحوه حيث لو كان الطلب على الخادمة بنظام الساعات فإن الأجر يتراوح من 100إلى 150ريالا في اليوم وهو أمر مناسب مع الأسر التي تحتاج الخادمة لفترة أطول هذا عدا عمولتي التي تتجاوز 200إلى 500ريال حسب فترة الطلب على الخادمة عدا العمولة التي أتقاضاها من الخادمة نفسها قد لا تتجاوز 200ريال. وتضيف: وفي حالة الطلب على الخادمة بحيث تبقى طوال الأسبوع لدى العائلة فإن لها إجازة تبدأ من عصر يوم الأربعاء وتنتهي عصر يوم الجمعة وهناك أجرة السائق 100ريال الذي يقوم بحمل الخادمة إلى مقر عملها لدى العائلة وهذا من شروط عمل الخادمة. على ضوء هذه المعاناة التي تتجدد كل عام وتعاني منها العوائل، لابد من ضبط وتنظيم أسلوب الحصول على الخادمات في هذا الموسم، عبر التنسيق بين الجهات المختصة كمكاتب الاستقدام، والوكالات، وحتى التنسيق مع الوسيطات سواء أكن سعوديات أم أجنبيات. فمن خلال التنظيم يكون في إمكان العوائل الحصول على خادمات الخدمة الإضافية في رمضان، لو كن بأجر زائد زيادة معقولة، بدلا من تلك الفوضى التي تضيع فيها العائلات وقتا ثمينا بحثا عن خادمة.