التأهيل الوظيفي خط فاصل بين التخصص الجامعي وبين الواقع الوظيفي لسوق العمل المحلي، وهو المشكلة الحقيقية التي تواجهها جميع الخريجات والراغبات في الالتحاق بوظائف سوق العمل، فتعترض اغلبهن مجموعة من الأسئلة المتكررة والتي يصعب إجابتها، ومنها أين أبدا وكيف ومتى والأصعب من يجيبني على هذه الأسئلة بمصداقية مقرونة بالتجربة الوظيفية ، وهذه الصعوبة تظهر في تراجع أو فشل الكثير من الداخلات في سوق العمل، إضافة إلى بعد التعليم التخصصي عن الواقع الوظيفي. وتجنبا لتكدس المتزايد للخريجات من دون عمل، قامت جامعة الرياض للبنات بطرح أولى الدورات المجانية لطالباتها المتخرجات أو الدارسات، حسب رغبتهن في التحاق ببرنامج التأهيل الوظيفي والذي يضم برامج الحاسب واللغة الانجليزية حيث ضم البرنامج التدريبي شرحاً لأهم متطلبات سوق العمل والتي تعتبر بمثابة خطوة أساسية لاختيار الوظيفة المناسبة لهن. وبداية شكرت نايفة الدرويش "متخرجة من قسم التربية الفنية" الجامعة على هذا البرنامج التأهيلي، وقالت : إن برنامج الدورة قدم لنا فرصة الاستفادة والتقييم الحقيقي لقدراتنا المهنية، فجامعة الرياض للبنات أول جامعة في المملكة تقدم برنامجاً تأهيلياً لطالباتها، وطالبت نايفة بتمديد مدة الدورة، معلله ذلك بأنها كانت أكثر من رائعة وهذا من عدة نواح فمعلومتها جديدة، وهذا بدأ من تدريبنا على كيفية كتابة السيرة الذاتية وطرق التميز الوظيفي، إلى جانب أن الدورة ساهمت في دفع الطالبات لإكمال دراستهن العليا مستقبلا. أما عبير مرتضى خريجة تخصص لغة انجليزية قالت أن الكثير منا رغب في التحاق بهذه الدورات للحصول على شهادة مصدقة من الأكاديمية ومن الجامعة كذلك، إضافة إلى فتح آفاق التخطيط الوظيفي من خلال الدورة التي حصلنا عليها وتغير مفهومنا عن سوق العمل والكيفية الصحيحة للبحث عن الوظيفة المناسبة. ووافقتها الرأي هزار القرني "خريجة خدمة اجتماعية حيث أكدت على شهادة التدريب المصدقة من عدة جهات تحفز الطالبات في الالتحاق بالبرنامج، ويرفع من نسبة ترشح المتقدمة على الوظيفة لدى جهات العمل، تابعت أن برنامج التأهيلي قدم لنا أبجديات التقدم على وظيفة، وفتحت لنا أبواباً لخيارات عدة للبحث عن الوظيفة المناسبة مما جدد الأمل للحصول على ما يناسبنا من وظائف. تخصص الاقتصاد المنزلي فرض على بسبب نسبتي المتدنية وتابعت العنود القحطاني رغم إني لا ارغب في الاقتصاد المنزلي إلا أني فضلت الدراسة على البقاء دون شهادة جامعية، وعندما أتيح لنا الالتحاق بالدورات التدريبية في الجامعة الرياض للبنات التحقت بها لأني اعرف تماما انه من الصعب الحصول على وظيفة تناسب تخصصي، وكانت في البداية دورات قصيرة تقام اثناء دراستي في الجامعة، بعدها طرحت الجامعة أولى دورات التأهيل الوظيفي وبالفعل التحقت بها، وتعلمت من خلالها أن عدم الرغبة في التخصص ليس نهاية المطاف، وآمل بعد هذا البرنامج أن أكمل الدراسات العليا في التخصص الذي طالما كنت احلم به وهو اللغة الانجليزية، فهذه الدورة جعلتنا نتلمس ارض الواقع العلمي والوظيفي. كنت احلم بالوظيفة بعد التخرج هكذا بدأت حديثها نرمين النعمى "متخرجة تخصص اقتصاد المنزلي"، وتابعت حديثها ولكن التحاقي بدورة التأهيل تختلف عن توجهاتي المستقبلية، فلم تصبح الوظيفة هي الهدف الرئيسي ولكن إكمال دراستي هي الرغبة التي انوي التوجهه لها وتليها الوظيفة، وأضافت أن الدورة التأهيلية قامت على فكرة التدريب وليس التلقين وهي لغة التعليم المعاصرة واعتماد البرنامج التأهيلي على الحاسب فتح لنا أبواباً للمعرفة الوظيفية فالحاسب لغة العمل الجديدة. ومن جهتها ذكرت د. لطيفة الحسينان أستاذ مساعد في جامعة الرياض للبنات ومشرفة على برنامج التأهيل الوظيفي للطالبات، أن هذا البرنامج من فكرة الطالبات، حيث تقدمت الطالبات باقتراح البرنامج تأهيلي يدعمهن وظيفيا وبالفعل استجابت مديرة الجامعة الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود، لرغبتهن، وأضافت الحسينان ان هذه الدورة ليست الأولى التي تنظمها الجامعة بل حرصت إدارة الجامعة على إقامة العديد من الدورات التدريبية واستقطاب المتخصصين لإقامة الدورات القصيرة اثناء الدراسة للطالبات وكانت الدورات إما مجانية أو برسوم رمزية، وأكدت على أن البرنامج التأهيل الوظيفي تقدم له أكثر من 170طالبة ما بين متخرجة ودارسة وأشارت إلى أن أولى البرامج التدريبية كانت تنمية الذات وأخيرا ذكرت أن الجامعة مستمرة في طرح الكثير من البرامج التدريبية والتأهيلية لطالباتها وسوف تقيم للطالبات حفلاً ختاميا يتم فيه تسليم شهادات البرنامج.