ظل الوقت الذهبي في شهر رمضان محجوزاً لأكثر من خمسة عشر عاماً للثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي سواء أكان عبر التلفزيون السعودي أو قناة MBC التي احتكرت عرض الأجزاء الأخيرة من المسلسل الشهير "طاش ما طاش". ورغم أن السنوات القليلة الماضية قد شهدت ظهور مسلسلات منافسة مثل "بيني وبينك" و"غشمشم" الذي عرض جزئه الأول على MBC إلا أن فترة ما بعد صلاة المغرب كانت من نصيب ثنائي طاش وكأن الأمر تحول إلى عادة حتمية لا يجرؤ معها أي مسلسل على إزاحة النجمين عن وقتهما الذهبي. العامل المهم الذي اتكأ عليه النجمان في إحكام قبضتهما على الفترة الذهبية يتركز في السمعة الكبيرة التي حققها اسم "طاش" والجدل العنيف الذي أثاره على الصعيد الاجتماعي منذ بداية عرضه على التلفزيون السعودي الأمر الذي حوّل اسم المسلسل إلى ما يشبه الماركة التجارية التي تجذب المعلن والمشاهد على السواء؛ حتى أصبح مجرد وجود "طاش" ضمانة للحصول على أكبر قدر من الإعلانات. وبما أن الفترة الذهبية التي تبدأ بعد صلاة المغرب هي الأعلى في قيمتها الإعلانية فإن البداهة التجارية تحتم على القنوات أن تضع فيها أفضل أعمالها وأكثرها جاذبية ومن هنا جاءت السيطرة ال"طاشية" على أهم فترات البث الرمضاني. لكن في رمضان هذه السنة سيختلف الأمر مع عبدالله وناصر لأنهما سيفتقدان لهذا العامل المهم، وسيقدمان عملاً جديداً وباسم جديد لا يملك الجاذبية التسويقية التي يمتلكها اسم "طاش"، هو مسلسل "كلنا عيال قرية". وهذا سيعيدهما إلى نقطة الصفر وسيضعهما في منافسة متكافئة مع نجوم مسلسل "بيني وبينك" الذين يسعون أيضاً للسيطرة على الفترة الذهبية. وقد كان هؤلاء يشتكون سابقاً من قوة اسم "طاش" ومن الظلم الذي يحيق بجهودهم عندما يواجهون مسلسلاً ذا سمعة كبيرة وتاريخ مهم مثل "طاش"، فهم على يقين بأنهم أفضل وأنجح إلا أن النتيجة النهائية ستكون دائماً وأبداً لصالح "طاش" ولن يكون لأفضليتهم ولا لنجاحهم أي تأثير. العودة إلى نقطة الصفر تعني تكافؤ الفرص بالنسبة لنجوم الدراما السعودية إزالة كل ما من شأنه أن يؤثر في عاطفة المعلن ويجعله يحدد خياراته مسبقاً. إن اختفاء اسم "طاش" سيجعل الفرصة لاحتلال الوقت الذهبي في أهم قناة عربية متاحة أمام المسلسلين المتنافسين "بيني وبينك" و"كلنا عيال قرية" وبنفس الدرجة، فالعملان يحويان نجوماً مؤثرين في الساحة المحلية، ويعتمدان على قصص كوميدية خالصة، كما أنهما -أمام المعلن- يحتلان نفس القدر من الأهمية. كل هذا يجعل قناة MBC في حيرة من أمرها فهي لا تدري من تختار ليكون فارسها المتوج في الفترة الذهبية، ولعل تأخرها عن إعلان قائمة برامجها الرمضانية حتى الآن رغم اقتراب الشهر الكريم يفسر هذه الحيرة.