طالعتنا صحيفتنا الغراء بجريدة "الرياض" في عدد يوم الخميس 1429/8/6ه بمقال رائع للأستاذ القدير علي القحيص، وما رافق هذا المقال من خبر في نفس العدد وخبر سابق عن بعض التصرفات الفردية لبعض المواطنين السعوديين في الخارج، فمثل هذه المواقف أتمنى ألا تمر مرور الكرام، بل يجب التوقف عندها وبحث أسبابها، فهل السبب هو الكبت كما يقول البعض، وما هو الكبت في تصورهم، هل التقيد بالتعاليم الإسلامية والأخلاق الفاضلة يسمى كبتاً، أم أن السبب هو انتشار المسلسلات الماجنة في بعض القنوات الفضائية، ولماذا لا تدرس مشاكل المجتمع في الداخل وتتم معالجتها لكي لا يتم نشر غسيلنا في الخارج، يتحدث الكثير وتكتب المقالات بشأن الفوضى المرورية مثلاً في المملكة، ولا نرى أي تجاوب أو أي توعية أو صرامة في النظام ونستنكر وقوع المواطنين في المخالفات خارج حدود الوطن، نسمع عن الإحباط الذي يصيب رجل الأمن المخلص عند خروج بعض المشاغبين قبل انتهاء فترة عمل رجل الأمن بأسباب محسوبية خرقاء ونستنكر عدم تقيد المواطن بالنظام في الخارج نعتبر النصح فضولاً وتدخلاً في الحريات الشخصية ونستنكر همجية المواطن في الخارج، لا أقول هذا الكلام من باب جلد الذات، بل من باب المصارحة للحصول على حلول تفيد الوطن والمواطن، والحل في رأيي المتواضع هو العودة إلى تعاليم ديننا الحنيف وإلى أخلاقه العالية،فكما قال رسول الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ودعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم أهدني لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وأصرف عني سيئها لا يصرف عن سيئها إلا أنت"، وهنا يأتي دور الأئمة والخطباء والمعلمين الفضلاء ورجال الأمن والحسبة وفقهم الله، ولا غنى لهم بعد الله عن دعم المسؤولين في هذا البلد المعطاء.