تتعرض القيمة العقارية للمباني السكنية في المدن السعودية للانخفاض، فكل يوم يمر بعد اكتمال بناء العقار السكني يساهم في انخفاض قيمته، ويزداد تدني قيمة العقار السكني بشكل ملحوظ في حالة البدء باستخدامه سواءً عن طريق السكن أو التأجير أو البيع ولذلك نرى بعض تجار العقار يسوقون لبيع بعض العقارات المستخدمة بسعر الأرض، وهذه الظاهرة قلما تلاحظ في مدن العالم الاخرى حيث ان القيمة العقارية للمباني السكنية ترتفع فيها بعد الاستخدام بشكل كبير. وتكمن الأسباب الرئيسية لهبوط سعر العقار السكني بعد استخدامه في كوننا لا نعتمد على التطوير الشامل للمخططات السكنية بحيث يتم تطوير الاراضي والمساكن في آن واحد، بل يتم البدء في تداول عمليات البيع على الأراضي وهي خام أو يكتفى بتطوير الأراضي وايصال شبكات الطرق والمرافق اليها ومن ثم يتم بيع الأراضي السكنية بقيمة مالية تفوق قيمتها الفعلية، اضافة إلى سوء تنفيذ الوحدة السكنية وسوء استخدامها وتدني مستوى الصيانة فيها، وضعف التقيد بالانظمة والضوابط العمرانية، وغزو الاستعمالات التجارية والإدارية للاحياء السكنية فما ان يبدأ الحي السكني في الازدهار والنمو حتى تنتشر فيه الانشطة التجارية المختلفة لتخترق حاجز الخصوصية فيه، ليبدأ بعدها ساكنو هذا الحي في الانتقال والبحث عن مكان آخر، لذا أجد أننا بحاجة لاعادة النظر في السياسات والضوابط العمرانية الحالية والاهتمام بالأبعاد القياسية المثالية في تطوير الأحياء السكنية كمجموعة عمرانية متكاملة لتواكب هذه الطفرة العقارية الحالية. @ متخصص في التخطيط العمراني