هروب الفتيات من منازلهن يمثل حالياً مشكلة اجتماعية لا بد من الالتفات لها ليس لأنها وصلت لحد الظاهرة أبداً بل لأنها في واقع الأمر في تزايد مما يعني معه أهمية تحليل أسبابها سواء كانت داخل المنزل أو خارجه..؟ في خبر نُشر في جريدة شمس تبين أن عدد الهاربات قارب الألف فتاة ولم يكشف الخبر إن كان عددهن في شهر أم سنة.. ولكنه عموماً رقم مخيف في مجتمع محافظ بكل المقاييس. الأشكال الخطير أنه مع تزايد العنف الأسري بكل أشكاله لا نجد مؤسسات اجتماعية لحماية هؤلاء الضعفاء..؟؟ فتاة يتم عضلها لا تعرف لمن تلجأ، فتاة يتم ارغامها على الزواج أيضاً لا تعرف لمن تلجأ.. وفتاة يتم ضربها دون ذنب لا تعرف لمن تشتكي غير ربها.،. فتاة يتحرش بها بعض محارمها تكتفي بالبكاء والخوف وإغلاق باب غرفتها ولا تعرف لمن تلجأ..، أيضاً فتاة تبقى وحيدة في منزل الأسرة مع الخادمة والسائق وتلفاز وإنترنت ونطالبها بالالتزام بعد أن سمعت من والديها عدة كلمات تؤكد الشكوك والخوف منها وعليها..؟ فتيات يتم حرمانهن من أمهاتهن بسبب طلاق الأبوين..، فتيات لا عد لهن ولا حصر يتم تسفيه آرائهن وافكارهن وفي الوقت نفسه ينعمن بمشاهدة كل أنواع الحب والإثارة تحت مرأى من أهالي لا تعرف من الكلام الطيب شيئاً؟ هروب الفتيات له أسباب كثيرة ولكن أكثرها داخل منازلنا..، نعم أتمنِى من كل أب وأم أن يدرك أن ما كان يشبعه بالأمس لا يسمن ولا يغني من جوع اليوم..؟ نعم أبناء اليوم عموماً يحتاجون إلى تقدير أفضل داخل أسرهم..، لا بد من تمكين العلاقة مع الأبوين أكثر لا بد من تدفق الحب داخل الأسرة أكثر..، لا بد من احتواء الأبناء ليس مادياً بل وعاطفياً..، الابن أو الابنة لا يكفيه امتلاء بطنه مع فراغ قناة التواصل مع أسرته..؟ أعلم أن هروب الفتاة أمرٌ مميت لأسرتها بل وآثاره النفسية والاجتماعية قد تمتد لسنوات وتصل لبقية الأسرة خاصة الإناث ولكن لننظر للأمر باعتباره مشكلة يمكن حلها داخل المنزل..، لست مع الدعوة بضرورة تدخل الهيئة أو مؤسسات الضبط عموماً..، وبل اعتبر ذلك آخر الحلول إذ من الضروري أن يتم علاجها داخل الأسرة عبر أكثر من أسلوب أهمها الحب، الثقة، الاحترام مع قناة واسعة من الحوار المرتكز على الأسس السابقة. علاج بعض المشاكل الاجتماعية يكون داخل المنزل مع ضرورة وجود قنوات تعزز حاجة البعض في حال عجز الأسرة أو عدم قدرتها على أداء واجبها مع الأخذ بالاعتبار أن الوقت تأخر كثيراً في ضرورة إنشاء مراكز متعددة للاستشارات الأسرية تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية يلجأ إليها الجميع بكل يسر وسهولة وليس فئة دون أخرى.. تكون وسيلة إرشاد في البداية ووسيلة علاج عند تطور الموقف.. لأننا لا نريد أن يهرب الأبناء أو البنات في وطن احتوى بكرمه الجميع.