يرى العقيد طلال الصيدلاني مدير الدراسات الجنائية في شرطة جدة أن هروب الفتيات مشكلة اجتماعية ونسبية تختلف من فتاة لأخرى ومن حالة لأخرى، وتتراوح أعمار الفتيات من 16 إلى 25 عاما، ولا بد من التفريق بين مصطلح هروب الفتيات وتغيب الفتيات، فهروب الفتاة أو الزوجة يكون بسبب وجود مشكلة داخل الأسرة مثل العنف الأسري، وبناء عليها تذهب لحقوق الإنسان أو إلى دار الحماية في الشؤون الاجتماعية، أما الحالة الثانية فهي تغيب الفتيات وهي من أكثر الحالات التي ترد، فكثير من الفتيات تخرج من البيت إلى المدرسة ولا تعود إلى البيت، وهنا يكون خروجها إما لعلاقة معينة مع شخص، أو أن تكون هناك مشكلة نفسية أو نوع من أنواع العنف و80 في المائة من هذه الحالات تعود فيها الفتاة إلى المنزل، أو يتم العثور عليها عن طريق الجهات الأمنية. ومشكلة هروب الفتيات وتغيبهن في ازدياد ملحوظ في الفترة الأخيرة، وفي حال تغيب الفتاة يبلغ ولي الأمر مركز الشرطة ويتم أخذ البيانات بالكامل وتبلغ كافة أقسام الشرط بمعلومات الفتاة المتغيبة. وكثيرا من الأحيان نستخدم صورة شخصية للفتاة لسهولة التعرف عليها ويتم البحث عنها ومتابعتها والتعميم يكون موجود عنها في كل الأماكن بشكل كامل برقم الحاسب وكافة معلوماتها الشخصية، وكثير من الحالات يتم العثور عليها في الحرم في مكةالمكرمة، والبعض من يقبض عليها مع صديق لها إما في منطقة الكبائن أو في كورنيش البحر، ومن ثم تسلم الفتاة لولي أمرها إن لم يكن عليها أي اعتداء وراغبة للذهاب لولي أمرها، ولكن إن وجدت أية قضية جنائية يتم اتخاذ الإجراء الرسمي ويتم إيقافها وتحال القضية إلى القسم المختص، وفي حال لم تكن هناك جنائية ولم ترغب الفتاة في الذهاب مع ولي أمرها أو قضت المصلحة عدم الذهاب مع ولي الأمر، تحول إلى دار رعاية الفتيات، وبعدها تحال القضية إلى لجنة الاختصاص وهي لجنة التحقيق العام تنظرها وتناقشها وتعرف أسباب رفضها، وإذا كانت هناك مشكلة اجتماعية يتم تدخل أفراد من الشؤون الاجتماعية، وإذا انعدم الأمل في ذهابها إلى أهلها يتم تحويلها إلى دار الحماية، فلا ينظر لها على أنها قضية جنائية ولكن ينظر لها من جميع النواحي نفسيا واجتماعيا واقتصاديا. وشرعت شرطة جدة في دراسة جديدة لمشكلة هروب الفتيات في كافة مناطق المملكة بعد ملاحظة التزايد المستمر، وتخضع الدراسة لبحث الأسباب من كافة النواحي؛ الأمنية، الاجتماعية، النفسية، والاقتصادية.