بداً بضع مئات من ابناء مدينة الفلوجة بالعودة إلى منازلهم التي حولتها المعارك العسكرية والقصف الجوي إلى شبه اطلال ابكت من عاد اليها بعد ساعات طويلة من معاناة الوقوف عند مداخلها قبل ان يسمح لهم بدخولها .. عامر الشندي احد مواطني المدينة الذي كان له منزل فيها عبر لنا من خلال هاتف الثريا الذي هو المنظومة الهاتفية الوحيدة ربما التي يمكن الاتصال من خلالها بأبناء مدينة الفلوجة قائلا ان المدينة فقدت مقومات تسميتها ومقومات الحياة فيها فلا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب وحالة الطقس الباردة لم يعد لنا شيء يحمينا ولا سقف في منازلنا يقينا منها مع انعدام الوقود والتدفئة مشيراً إلى ان رائحة جثث الموتى تشعرك بانك في مقبرة الشندي قال ايضاً انه قضى سبع ساعات من الوقوف امام نقاط تفتيش صارمة ومذلة للقوات الامريكية ومعها القوات العراقية قبل ان يسمح له بدخول المدينة من ضاحيتها الشرقية بعد ان زود ببطاقة خاصة من قبل الحرس الوطني وعبر الهاتف ايضاً تكلم ابو عمر معنا بعد ان رفض البوح باسمة الحقيقي قائلا ان جميع اثاثنا ومقتنياتنا قد سرقت ولا نعرف من سرقها لكن اليد الطولى كانت لقوات الاحتلال وقوات الامن العراقية المتعاونة معها ولا يوجد لدينا شك الا بمن له السلطة واليد الطولى بتلك الأيام..بضع المئات الذين عادوا إلى حي الأندلس قضوا ليلة صعبة للغاية خصوصاً بعد قيام الطائرات الامريكية بقصف عدة مواقع واحياء في المدينة اثر تجدد الاشتباكات فيها .العائدون جاء بعضهم من منطقة الصقلاوية ومن مدينة الحبانية القريبتين من الفوجة ومن قرى اخرى ايام محنتهم القاسية اشاروا إلى ان المساعدات الغذائية والطبية لم تكن تصل اليهم كما يشاع بل الذي وصل كان شحيحاً جداً باستثناء بضع مئات قليلة من الخيم وزعتها جمعية الهلال الأحمر اما الأمراض التي اصابة النازحين فلم يكن هناك كادر طبي او صحي ينقذنا منها باستثناء ما قدمه اطباء محافظة الانبار الذين جلبوا كميات كبيرة من الادوية الا أنها لم تكن كافية امام آلاف المواطنين الذين كامو بحاجة ماسة ومستمرة للعلاج والرعاية الصحية. ومع بدء عودة بعض السكان إلى مدينة الفلوجة في ظروف قد تكون هي الأقسى التي تمر على مدينة عراقية في الطقس والبنية التحتية المخربة والخدمات المفقودة هي عامل اساسي في زيادة اذى المواطنين مقرونة بالقصف الجوي والمدفعي الذي يبدو ان القوات الامريكية لاتريد ان توقفه حتى بعد ان سمحت هيئة من خلال الحكومة العراقية الموقتة لمواطني مدينة الفلوجة بالعودة إلى منازلهم .