مع انه لم يمض على تسلم ادارة نادي الطائي سوى أسبوع تقريبا إلا ان الأمور تتكشف يوما بعد الاخر وبشكل سلبي للغايه ينبئ عن كارثة ومستقبل مجهول ينتظر النادي ووضع لا يمكن تصوره او التنبؤ بتبعات الوضع الحالي، فمن تسرب اللاعبين المميزين الى الديون المتراكمة مرورا بالنادي الصحي الاستثماري الذي وصل الى أسوأ حالاته والملاعب المهملة التي قد تصلح لاي شيء عدا ممارسة كرة القدم فيها كل هذا يأتي بالمراتب التي تلي هبوط الفريق الاول لكرة القدم لمصاف اندية الدرجة الاولى وفقده للموارد المالية التي كانت تتوافر له في الدرجة الممتازة. حقيقة لم يكن اكثر المتشائمين يتوقع ان الحال وصلت في (فارس الشمال) الى هذه الدرجة من التردي وان الامر يمكن وصفه بالكارثي فقد كان أول ما واجه الادارة الجديدة وبعد استلام النادي بيومين بانقطاع التيار الكهربائي بسبب الفاتورة التي جاوزت المائة وستين الف ريال، ولكي نكون اكثر دقة سوف نتحدث عن بعض هذه الامور بشكل اكثر تفصيلا: الديون اولى التركات التي وجدتها ادارة هي الديون المتراكمة التي بلغت (1.876.000) مليون وثمانمائة وستة وسبعين الف ريال منها (1.200.000) مليون ومائتا الف ريال للرئيس السابق نواف السبهان. الرقم الاجمالي كفيل بإرهاق ميزانية العديد من اندية الدرجة الممتازة ذات الدخل العالي نسبيا، وهو ما يحتاج الطائي الى سنوات لتسديد هذا المبلغ في ظل قلة الموارد وانخفاض العقود الاستثمارية من الشركات الاعلانية مما اثقل كاهل الادارة قبل ان تبدأ فعليا في تولي مهامها والالتفات للامور الاخرى. تسرب افضل اللاعبين ما ان انتهى الموسم واعلنت الادارة السابقة عن استقالتها حتى بدأت تتواتر الاخبار عن وجود لاعبين محترفين في الطائي يدرسون العروض التي انهالت من بعض الاندية عدا الطائي وهو الاولى بلاعبيه المحترفين حيث ذهب كل من فيصل الجحدلي (مدافع) وبندر القرني (محور) والفريق في امس الحاجة الى خدماتهم بسبب عدم تقديم إدارة النادي عرض رسمي لهم، فيما أتت مسألة الأوراق غير النظامية التي ظهرت مع عدد من اللاعبين الهواة ومنهم اللاعب احمد عباس قاصمة للظهر من الناحية الفنية في توازن وتجانس الفريق كأفراد او من ناحية انشغال ادارة النادي للمطالبة بحقهم مما سينعكس سلبا على تركيز ادارة النادي على باقي اعمالها. تهالك الاستثمار قبل خمسة مواسم وبجهود ذاتية ومن مبلغ بيع عقد احد لاعبي الفريق الاول آنذاك وباشراف ودعم من اعضاء شرف النادي انشئ النادي الصحي الاستثماري والمحلات التجارية في خطوة ريادية وتدل على بعد نظر الطائيين وعلى امل ان تكون هذه الاستثمارات رافدا ماديا للنادي اضافة الى ما يحصل عليه من دعم من مقام الرئاسة العامة وغير ذلك وقد جهز النادي الصحي باحدث الاجهزة والمعدات الطبية اللازمة وهو ما حدث في البداية حتى وصل ذروة عطائه قبل ثلاثة مواسم ليعود للتراجع بسبب الاهمال وفقد اهم القائمين عليه وهو الدكتور في الطب الفيزيائي رفيق المأمون الذي كون قاعدة جماهيرية بناء على اعماله الطبية الرائعة وان كانت بمقابل وهو الذي جامل كثيرا عندما احتاجه الفريق الاول كطبيب للفريق الاول بالنادي لتسوء الامور بعد ذلك. اما المحلات التجارية والتي لم تكن في كامل نجاحها اصلا فقد ازدادت سوءا حتى اصبح المغلق منها اكثر من المستثمر ليفقد النادي بذلك مصدر دخل مهم ربما يحتاجه في مقبل الايام. الملاعب لم يكن الطائي بحاجة الى الملاعب كما هي الحال في هذا الموسم ففريقا الناشئين والشباب اللذين يلعبان ضمن فرق اندية الدرجة الممتازة سيحتاجان كثيرا الى الملعب الرئيسي بالنادي اضافة الى الفريق الاول ولكن الوضع الحالي ينبئ بازمة قادمة في ظل ما وصلت اليه احوال جميع ملاعب النادي بالرغم من بدء الادارة الحالية باعادة اصلاح الملعب الا ان ذلك لن يكون كافيا قياسا على الاستخدام المتوقع. التدريبات اليومية واللقاءات الرسمية وهو ما يحتم على ادارة النادي للبحث في هذا الامر وتوفير الحلول المناسبة والدائمة قبل ان تبدأ الازمة اصلا في ضل الركود المحزن الذي يطغى على موضوع المنشآت التي لم يبدأ العمل فيها فعليا حتى الآن.