أعلنت ثلاثة مصانع منتجة ومستوردة لحديد التسليح أسعار تسليمات مصانعها من الحديد للأسبوع الجاري، حيث استقرت غالبية أسعار حديد سابك وحديد الراجحي عند مستوياتها السعرية السابقة، لكنّ حديد الاتفاق هو الوحيد الذي سجل في أسبوع واحد قفزات جديدة بلغت 120ريالاً للطن لكافة المقاسات. وتلقت وزارة التجارة والصناعة أمس، اسعار بيع حديد التسليح للمستهلكين التي حددتها المصانع المستوردة وشركات الإنتاج عن الأسبوع الحالي، في الوقت الذي واصلت فيه فرق ميدانية تابعة للتجارة جولاتها الرقابية على مخازن ومستودعات الحديد للتأكد من وفرة المعروض والحدّ من التلاعبات التي يقوم بها بعض التجار والتي ذهبت لحدّ تخزين الحديد بهدف تعطيش السوق ورفع الأسعار. ويتوقع أن يشكلّ شهر يونيو الجاري اختبارا قاسيا لسوق حديد التسليح من حيث التجاوب مع القرارات الجديدة القاضية بوقف التصدير، وعودة الانضباط واستقرار حركة التداول لكل أنواع الحديد ابتداء من مقاس 8وحتى 32ملليمترا. وكشفت أسعار حديد التسليح الجديدة التي حصلت "الرياض" على نسخة منها، استمرار تفاوت أسعار الحديد في المصانع وبين التجار وصولا للمستهلك النهائي، كما واصلت الأسعار تفاوتها بين عدد من المدن أبرزها الرياضوالدماموجدة، ما يعني أن التفاوت السعري من شأنه أن يرفع سعر البيع للمستهلك في كل مدينة على حدة. وثبتتّ شركة سابك اللاعب الرئيس في السوق أسعار تسليماتها الأسبوع الحالي لكل أنواع الحديد، فيما عدا مقاس 10ملليمتر الذي زاد بنحو 5ريالات للطن في الرياض ليصل سعره إلى 5280ريال، بينما بلغ سعر الطن في الدمام قرابة ال 5260ريال و 5320ريالاً للطن في جدة، كما سلك حديد الراجحي نفس سلوك شركة سابك بعد أن ثبتّ أسعاره بنفس المستويات السعرية للاسبوع الماضي. وبدآ واضحاً من الأسعار الجديدة وجود حالة من الاستقرار النسبي في التعاملات والاسعار بعد سلسلة من القفزات دفعت بسعر الطن إلى مستويات مقلقة، لكنّ هذه الحالة لا تزال محاطة بنوع من الغموض بعد الزيادات الكبيرة التي طرت على أسعار حديد الاتفاق والذي لا يزال على الرغم من أسعار تسليماته الجديدة متصدراً المركز الثاني بعد سابك التي لا تزال تبيع بأقل الأسعار في السوق. ولم يتسن الوصول إلى أحد المسؤولين في حديد الاتفاق للتعليق على ارتفاع أسعار تسليمات الأسبوع الجاري. أمام ذلك، قامت أمس فرق ميدانية تابعة لوزارة التجارة والصناعة بتكثيف حملاتها للتحقق من عدم وجود تخزين للحديد في المخازن والمستودعات، ومتابعة الشكاوى التى ترد على الخط الساخن الذي يواصل تلقي شكاوى المواطنين ضد التجار والموزعين المخالفين. وكشفت الحملة الرقابية عن وجود معروض كاف من الحديد في السوق وقلة عدد المخالفات المضبوطة، ما يعني أن حملات المداهمة التي بدأت بها التجارة في جميع مناطق المملكة والقرارات الخاصة بوقف التصدير ساهمت في عودة الاستقرار للأسواق منذ نهاية الاسبوع الماضي. وعكس سوق الحديد تسود سوق الأسمنت حالة من الهدوء والاستقرار الكامل حيث تدور أسعار المستهلك النهائي حول 14ريالاً للكيس الواحد في ظل زيادة المعروض بكميات أكبر من حاجة السوق. وبداية هذا الأسبوع، سجلّ سعر عبوة كيس الإسمنت انخفاضاً بلغت نسبته 11في المائة، وسط توقعات بأن تصل هذه النسبة إلى نحو 17في المائة خلال الأسبوع المقبل. ويتراوح سعر كيس الأسمنت حاليا داخل السوق بين 13.75ريالا و 15ريالا، فيما يبلغ سعره في المصانع نحو 13ريالا للكيس الواحد.. ويأتي الانخفاض في سعر عبوة الكيس بعد بدء العمل بالإجراءات والشروط الجديدة التي اتخذتها السعودية لعملية تصدير الأسمنت والحديد إلى الخارج. ويتوقع مراقبون، أن تشهد أسعار حديد التسليح استقرارا فى الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب عودة الهدوء الى السوق تدريجيا بعد سلسلة الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لوقف باب التصدير، والتصدى لمحاولات الاحتكار والتخزين.