تعتبر الكليات العسكرية بمختلف تخصصاتها الحربية والجوية والبحرية التابعة لوزارة الدفاع أو رئاسة الحرس الوطني صروحاً أكاديمية في مملكتنا الحبيبة، يتخرج من خلالها الضباط والقادة الذين بادروا بتقديم ارواحهم في الصفوف الأولى للدفاع عن دينهم ثم مليكهم ووطنهم. ويتنافس سنوياً عشرات الآلاف من ابناء الوطن خريجو الثانوية العامة والجامعات للانضمام في هذه الكليات التي يحمل خريجوها اسمى المهن. ويسعى قادة هذه الكليات بتوجيهات من اصحاب السمو الملكي الى اختيار الاكفاء وتشغيل هذه الكليات بأقصى طاقاتها لقبول اكبر عدد ممكن من الطلاب. لقد وقفت على بعض الجوانب التي قد تساهم في تحسين آلية القبول في هذه الكليات. واعتقد ان انظمة ومعايير القبول والتسجيل متشابهة بين الكليات العسكرية. وأسأل الله تعالى ان ينفع بها. لاشك ان معظم القطاعات العسكرية المختلفة في وطننا بحاجة للافراد العسكريين اكثر من حاجتها للضباط او القادة، كما انها بحاجة ان يكون كلا من هؤلاء الضباط والافراد مؤهلين علمياً وفنياً وعسكرياً على الوجه المطلوب وحسب الاهداف المرجوة. من وجهة نظري اقترح: ايجاد هيئة وطنية للقبول الموحد في جميع الكليات العسكرية في المملكة. فقد قابلت بعض خريجي الثانوية العامة واخبرني بأن لديه قبولاً في الكلية الحربية وهو يسعى للقبول في كلية عسكرية اخرى ومن ثم سيختار اي الكليات يرغب اكثر فيما بعد، وقد يوجد غيره من يقدم على أكثر من كلية، وهم بهذا السلوك حرموا زملاء آخرين لهم من القبول في احدى هذه الكليات. وبوجود هيئة وطنية تستقبل اوراق المتقدمين لن يكون هناك ازدواجية في القبول في اكثر من كلية. امكانية توزيع مراكز القبول في مناطق المملكة الرئيسة مع تخصيص نسبة مئوية لكل منطقة. تشترك الكليات العسكرية في المبادئ الاساسية والاطر للقبول وقد توضع شروط اضافية للقبول تتفاوت من كلية لاخرى حسب تخصص الكليات. كما هو معروف يخضع طلاب الكليات الصحية لاختبار علمي خاص بهم اضافة الى اختبار القدرات العامة، وكذلك يمكن للمركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي "قياس" بالتنسيق مع قادة هذه الكليات تصميم اختبار خاص للطلاب المتقدمين للكليات العسكرية. ان يكون قبول طلاب الثانوي في البداية في مدارس او معاهد عسكرية تابعة لقطاع الكلية، وحسب انظمة ومعايير القبول المعمول بها في الكليات والمذكورة اعلاه. @ بعد مرور سنة من تعليم وتدريب طلاب الثانوي المقبولين في هذه المدارس أو المعاهد يتم اختيار العدد المطلوب من أفضل الطلبة المتفوقين علمياً وذكاًء وشخصية للقبول في الكلية ولمدة ثلاث سنوات، وهذا يعطي القائمين على الكليات اختيار بشكل أفضل لأنهم درسوا كل طالب على حدة لمدة سنة كاملة من جميع الجوانب الأكاديمية والسلوكية والأخلاقية. وهنا سوف تتحقق عدة فوائد: - سوف تسود روح التنافس العلمي والجدية بين طلاب المدارس أو المعاهد العسكرية ليحصلوا على معدلات عالية للقبول في الكلية. - الطلبة المقبولون لدخول الكلية متميزون بتفوقهم علميا وعسكريا وهم الأفضل من بين أقرانهم، كما أن هؤلاء تم تدريبهم عسكريا مما يخفف من عبء تأهيلهم عسكرياً في الكلية، وتلغي أيضاً فترة الاستجداد في بعض الكليات، كما أن سنتهم الدراسية محسوبة من ضمن 4أو 3سنوات دراسية. - الطلبة الذين لم يتم قبولهم في الكلية فإنه يمكن تأهيلهم لتخصصات أخرى لمدة سنة إضافية في مدارس أو معاهد متخصصة ثم يحصلون على رتب أفراد، ويلاحظ تميز هؤلاء أيضاً علمياً عن الأفراد الأقل منهم مستوى علمي حيث إن هؤلاء من حملة الشهادة الثانوية. - من يخفق في دراسته في الكلية أو يرتكب مخالفة أكاديمية أو مخالفة غير مخلة فإنه يرد إلى المدرسة أو المعهد الذي أتى منه ليتخرج منه فردا عسكرياً. @ يفتح أيضاً باب القبول في الكلية مباشرة (بنسبة 25% - 50% من استيعاب الكلية) الحملة البكالوريس من الجامعات، حسب الشروط المطبقة على طلاب الثانوي، وعلى أن لاتزيد أعمارهم عن الحد المسموح به نظاماً (أي 24سنة)، ودون أي امتيازات أخرى عن أقرانهم من المقبولين من المدارس أو المعاهد العسكرية سواء من ناحية مدة الدراسة أو رتب التخرج (ويمكن دراسة منحهم خدمة سنة لكونهم جامعيين). إن وجود خريجي الجامعات - الأكثر نضوجا ومعرفة وخبرة - مع خريجي الثانوية العامة يعطي الفرصة للتبادل المعرفي والأكاديمي والتربية السلوكية الناضجة بين الطلبة.