قالت وزارة الطاقة الأمريكية الاربعاء إن على سائقي السيارات الأمريكيين توقع بقاء أسعار البنزين عند حد الأربعة دولارات للغالون في المستقبل المنظور، مضيفة أن من غير المتوقع ان تنخفض أسعار برميل النفط في المستقبل القريب عن 100دولار للبرميل للعقدين القادمين. وقال غاي كاروسو، مدير إدارة معلومات الطاقة، وهي دائرة تابعة لوزارة الطاقة الأمريكية ان معدل أسعار برميل النفط سيظل يراوح دائرة ال 126دولاراً للبرميل في العام 2009م، أي بارتفاع قيمته 4دولارات للبرميل عن أسعار العام الحالي، وعلل المسؤول الأمريكي ذلك بتواصل بقاء العرض والطلب لصيقين بالشكل الذي هما عليه الآن، وكان كاروسو يتحدث امام لجنة الطاقة في مجلس النواب الأمريكي التي عقدت جلسة استماع خاصة الاربعاء لبحث أزمة ارتفاع أسعار الطاقة في الولاياتالمتحدة التي يعتقد ثلثا الامريكيين الآن انها وصلت حد الأزمة فعلاً. وبدأت أسعار الطاقة تتحول بسرعة إلى قضية مهمة في حملة الانتخابات الأمريكية، إذ في حين يدعو المرشح الجمهوري جون ماكين إلى حلها عن طريق الغاء مؤقت للضرائب الحكومية عليها لفترة الصيف، فإن منافسه الديمقراطي باراك أوباما يدعو إلى فرض ضرائب على أرباح شركات النفط الكبرى. غير أن من الواضح ان الحزبيين ليست لديهما حلول "سحرية" لهذه الأزمة المتفجرة يومياً والتي بدأت تؤدي إلى اجبار الأمريكيين على تغيير أساليب حياتهم بتقليلهم من السفر. وقال كاروسو ان ادارته تتوقع أن ترتفع أسعار غالون البنزين في شهر اغسطس القادم، وهو ذروة أشهر الصيف والسفر للامريكيين لتصل إلى 4.15سنتاً للغالون، ولكنها لن تنخفض كثيراً بعد انتهاء أشهر الصيف، وتوقع المسؤول الأمريكي أن تظل أسعار غالون البنزين في العام 2009م المقبل عند حد 3.92سنتا للغالون. وقال ان ارتفاع أسعار النفط قد دفع إلى خفض الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة مؤخراً بعد أن بدأ الامريكيون يقننون من أسفارهم واستعمالهم لسياراتهم، ولكن ذلك الانخفاض في الطلب لم يكن كافياً للتأثير في أوضاع العرض والطلب، ولا بالأسعار في المحصلة النهائية، كما قال. غير أن كاروسو ابلغ المشرعين الامريكيين أن المتطلبات الجديدة التي تفرضها الحكومة الأمريكية على اقتصاد استعمال الوقود في السيارات الأمريكيةالجديدة وزيادة استعمال وقود الايثانول البيولوجي وغيره من أنواع الوقود البديلة ستؤدي إلى "انخفاض كبير" في استعمال الوقود وفي الواردات الأمريكية من الوقود في نهاية الأمر، وتوقع كاروسو ان ينخفض استهلاك الولاياتالمتحدة الاجمالي من النفط والوقود الاحفوري في العقدين القادمين بسبب انتاج سيارات أكثر اقتصادية في استهلاك الوقود وتزايد استعمال وقود الايثانول البيولوجي كوقود للسيارات، وهما أمران فرضهما الكونغرس في نهاية العام الماضي، ولكنه شدد على انه يجب عدم توقع حدوث ذلك قبل مرور عقدين من الزمن على أقل تقدير. غير أن كاروسو أقر بأن التكهن بالأسعار المستقبلية للنفط والوقود هو أمر غير ممكن بسبب تواصل التقلب الحاد في أسعار النفط العالمية وأسعار الدولار مقابل العملات الأجنبية، ولكن إدارة معلومات الطاقة التي يترأسها كارسو تتوقع أن تنخفض أسعار النفط في العام 2010إلى 86دولاراً للبرميل، ثم ترتفع إلى 107دولارات في العام 2015م. ولكن أسعار النفط الخام سجلت ارتفاعاً كبيراً يوم الاربعاء، متجاوزة بكثير توقعات كاروسو وادارته، وذلك بعد أن اعلنت وكالته أن المخزون الأمريكي النفطي قد انخفض أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي وارتفعت أسعار النفط الخام الحلو تسليم يوليو إلى 136دولاراً للبرميل في أسواق نيويورك المالية، أي بارتفاع زاد عن 4دولارات للبرميل، وحسب بيانات وزارة الطاقة الأمريكية فقد انخفض مخزون النفط الأمريكي بأكثر من 4.6ملايين برميل، وهو رقم أكبر بكثير مما كان المحللون قد توقعوه الشهر الماضي.