تجاذبت ريادة الشعر الحر منعطفات حادة تمثلت في مثلث: باكثير، ونازك، والسياب. ولم يكن للعواد ذكر في معظم الدراسات الأدبية والنقدية التي بحثت موضوع الريادة وأجراها باحثون من خارج السعودية. أما دارسو الشعر الحديث في السعودية فقد كان العواد حاضرا في دراساتهم حضورا مميزا لا يقل عن حضور أي من زوايا مثلث الريادة العربي في الدراسات الأدبية والنقدية العربية. وبالرغم من شبه انحصار دراسة إبداع العواد في الدراسات الأدبية والنقدية الصادرة عن باحثين سعوديين إلا أن تلك الدراسات لم تقف من إبداع العواد موقفا متعمقا يغوص في قاع مشروع العواد الشعري ويحدد نقطة البداية الحقيقية لإبداعه الشعري من خلال التتبع التاريخي لمدونته الشعرية المنشورة في صحيفة القبلة، كما أن تلك الدراسات لم تتعمق في مشروع العواد النقدي من خلال التتبع التاريخي لمدونته النقدية التي واكبت إبداعه الشعري. ولم تربط تلك الدراسات بين ما ورد في مدونتي العواد الشعرية والنقدية من حقائق تأريخية وإبداعية وبين ما ورد في السياقين الزمني والإبداعي للشعر على مستوى ساحته المحلية / الخاصة وعلى مستوى الساحة العربية / العامة لتتمكن من معرفة موقع العواد في سياق حركة الشعر العربي الحديث وسياق حركة الشعر الحر لكنها توقفت عند نص واحد للعواد قدم له العواد بقوله (في سنة 1343ه 1924م انتهت الأزمة الوطنية إلخ) 1وقد بنت تلك الدراسات أحكامها الأدبية والنقدية على هذا النص وهو بعنوان (خطوة إلى الاتحاد العربي)2: 6- لقد آن أن تستحيل المدامع يا موطني 3- إلى بسمات وضاء 3- وأشياء لم تعلن 3- وأن تتقوى بعزم 3- كرهت له أن يني 6- وتدفع شبانك الطامحين إلى المعليات 3- لتنعش روح الأمل @ @ @ @ @ @ 2- أفق واستمع، 4- ثم الق بها نظرة للنجوم 3- تريك أشعة نجم 3- يضيء بليل بهيم 2- بدا كالسها 1- وسيسري 3- كبدر يشق الغيوم 3- يقود مسيرك حتما 3- إلى عزة في الحياة 3- متوجة بالعمل @ @ @ @ @ @ 2- أفق واستمع: 4- ما تقول البحار على شاطئيك 3- تآلف بعد الجفاء 3- بنوك على ضفتيك 3- فهلل لهذا الإخاء 3- وأيده في جانبيك فكم ذا أرى من رجاء، وكائن أرى السانحات (بتدوير السطرين يستقيم الوزن ونحصل على ست تفعيلات) 3- تباعد عنك الفشل @ @ @ @ @ @ 3- لقد كنت فيما مضى 3- كيانا صغيرا فحسب 3- وها أنت ذا الآن تمضي 3- إلى مظهر يشرئب 3- فكن مطهرا للجناة 3- وكن جنة للبناة 3- وكن شامخا كالجبل @ @ @ @ @ @ 3- دع اليأس للمرجفين 3- ومن يلبسون المسوحا 3- وأوح إلى العاملين 3- ليلغوا الخيال الكسيحا 3-فقد زال عهد التزوي 3- فحي المجال الفسيحا وصافح بقلب طهور حياة السرى والثبات (بتدوير السطرين يستقيم الوزن ونحصل على ست تفعيلات) 3- وكن فكرة ترتجل @ @ @ @ @ @ 3- إلى الاتحاد المتاح 3- فثم اتحاد أجل 3- وذي خطوة للأماني 3- تليها خطى لا تمل 3- سيعقد - بعد - اللواء 3- اللواء الذي لا يحل 6- لواء العروبة جمعاء يخفق في الكائنات 3- فتهفوا إليه الدول @ @ @ @ @ @ لقد صمم اليوم مشروعه الباسق المستديما (بتدوير السطرين يستقيم الوزن ونحصل على ست تفعيلات) 3- مليك أبى للشكوك 3- بأهدافه أن تقيما فعش للوئام المؤمل س عبد العزيز س العظيما (بتدوير السطرين يستقيم الوزن ونحصل على ست تفيلات) 3- لتبعث شعبا كبيرا 3- عزيزا بماضٍ وآتٍ 3- أبى الله أن يبتذل يبني العواد نصه على نظام الشعر الحر، وقد أقامه على أساس تفعيلة (فعولن) التي يقوم عليها بحر صاف هو بحر المتقارب. وقد جعل العواد من تفعيلة (فعولن) وحدة موسيقية مستقلة بذاتها، ووزعها بأعداد متفاوتة على أسطر النص من غير أن يلتزم بنظام ثابت في التوزيع. ويتضح التفاوت في التوزيع من ناحيتين: 1- تفاوت أسطر النص في عدد التفعيلات بين ( 1- 2- 3- 4- 6) تفعيلات في السطر الواحد، كما أن بعض الأسطر تتكون من (5) تفعيلات كما في السطر السابع في كل من المقطعين ( 3و5). والسطرين الأول والخامس من المقطع السابع. 2- اختلاف عدد تفعيلات الأسطر في كل مقطع بمقارنتها بمثيلاتها من الأسطر في المقاطع الأخرى. وقد قسم العواد النص سبعة مقاطع حيث يتكون المقطع الأول من سبعة أسطر، ويتكون المقطع الثاني من عشر أسطر، ويتكون المقطع الثالث من تسعة أسطر، ويتكون المقطع الرابع من سبعة أسطر، ويتكون المقطع الخامس من تسعة أسطر، ويتكون المقطع السادس من ثمانية أسطر، ويتكون المقطع السابع من تسعة أسطر. وقد كتب العواد مقاطع النص جميعها على هيئة السطر النثري الذي يخالف الشكل التناظري للقصيدة الكلاسيكية القائمة على وحدة التفعيلة، وبهذا يتضح لنا أن نص العواد يتوافق مع مفهومنا الإجرائي للشعر الحر موافقة تامة. كما يتوافق مع مفهوم العواد للشعر الحر كما ورد في مدونته النقدية. وبتتبع الجهود المبذولة في معظم الدراسات الأدبية والنقدية التي تناولت قضية ريادة العواد الشعر الحر والتي توقفت عند نص ( خطوة إلى الاتحاد العربي ) يمكننا رصد تلقيهم ريادة العواد الشعر الحر في محورين رئيسين هما: محور استجابة القارئ، ومحور موجهات التلقي. أستاذ النقد والأدب الحديث جامعة طيبة 1- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- البراعم - ص 2139- عواد، محمد حسن - ديوان العواد - ج1- البراعم - ص 139