اجتمع رجال الأعمال السعوديين بالمنطقة الشرقية مع مساعد وزير السياحة المصري هشام زعزوع وتناول الحديث ما طرحه رجال الأعمال السعوديين عن أن هناك "تمييزاً" سعرياً يعانيه المواطن السعودي مقارنة ببقية الجنسيات الأخرى، حيث يحظى المواطن السعودي "بتميز" وهو السعر الأعلى مقارنة بالسياح الآخرين حتى وإن كانت عربية، وقد نفى مساعد وزير السياحة هذه الرؤية أو هذا الطرح، وأن السياح جميعا يعاملون بتسعيرة واحدة وتختلف باختلاف أن يكون "فرد" أو "مجموعة" أو "حجز مبكر" وغيره، فلا تمييز سعرياً ضد المواطن السعودي بل إنه يحظى بمعاملة خاصة لأن السعوديين هم أكبر شريحة سياحية تأتي لجمهورية مصر الشقيقة بما يقارب نص مليون مواطن سعودي، ناهيك عن الاستثمار والمستثمرين، أما داخليا أي داخل بلادنا الحبيبة، فالسعودي أيضا يعاني التمييز وهذا تقديري الشخصي، وأن أخطأت أرجو تصويبي، وأقصد السعودي هنا الرجل أو المرأة، مثال الأول، المرأة، حين تذهب لتشتري سلعة (عدا السلع الاستهلاكية المحددة الأسعار في الأسواق المركزية) فحين تذهب المرأة لتشتري "ساعة" أو "حقيبة" أو "أثاثاً" أو اي شيء آخر، تجد السعر الذي تحصل عليه، يختلف كثيراً حين يفاصل بالسعر رجل، فالمرأة تعاني من التمييز السعري، ولظروف مجتمعنا والنقاش والحوار السعري، يكون المرأة موقفها صعبا أنها لا تجادل كثيرا، ولا قياس للحالات النادرة هنا فحديثي بالرؤية العامة، وطبعا البائع لا فرق أن يكون سعودي أو غير سعودي، فالمرأة دائما مستهدفة سعريا، خاصة أن ثقافة المرأة لدينا أنها لا تقتنع إلا بالسعر المرتفع حيث يخلق لها التميز ويعني الجودة وهذا بالطبع غير صحيح على إطلاقه، وحين تسعر المراة سلعة بألف ريال مثلا يستطيع الرجل "المجادل" أن يحصل على سعراً أقل سواء بخمسين أو حتى خمسمائة ريال تخفيضا وهذا كثيرا ما يحدث، هذا بجانب المرأة، أما الرجل فحين يذهب لشراء ما يخص بناء مسكن جديد من رخام أو أدوات بناء، سنجد أن المقاول أو العامل الذي لديه يحصل على سعر أقل منه، وحين تريد عمل صيانة لمنزلك ستحصل على سعر أقل حين يأتي به سائق لديك أو عامل لديك، ومع فورة التضخم الآن، أصبحت العمالة الأجنبية تمارس "تمييزاً" سعرياً، فالسعودي يريد التميز إذا سعره أعلى، ونفس السلعة أو الخدمة يحصل عليها الآخر بسعر أقل، وهكذا أصبحنا مسيسين سعريا لا مرأة ولا رجل بالسعر الأعلى داخليا وخارجيا، إذا من المسؤول؟ تقديري لا ألوم كل من يرفع السعر، وألوم نفسي وأنت وهي وهم وكلنا، نحن المسؤولين، لا نريد إلقاء اللوم على أحد، لنتحمل المسوؤلية ونقول أنا وأنت وهي، لماذا نقبل بالسعر الأعلى؟ لماذا نقبل بالتمييز؟ إلا يوجد بدائل؟ يوجد بدائل، ولكن نحب أن نبذل أقل جهد وأن لا نتعب، وكلنا مستعجلون على ماذا؟ لا تعرف. ثقافة استهلاكية حقيقة سيئة، منحت الآخرين سواء خارجيا أو داخليا من أجنبي أو سعودي لا أريد وضع جنسيات وتحديد، العيب لدينا نحن في ثقافتنا الاستهلاكية والبحث بأقل مجهود، إذا قبلت لا تشتكي إذا، وإذا لم تقبل لديك البدائل بلا حدود، لكي يحترمنا الآخرون "كسائح ومتسوق ومستهلك" يجب أن نغير سلوكنا تماما، ونادر أن تجد من يأخذ حقه سعرياً كاملاً ووافياً وكما يقول "كومار صاحب البقالة" بقربنا "سعودي فلوس كثير ما في مشكلة".