نشرت صحيفة "يو أس إيه توداي" افتتاحيتها تحت عنوان "حيثيات تقرير العراق تقدم دروساً حاسمة"، استهلتها بقولها إنه كان من الواضح أن الولاياتالمتحدة اندفعت في حربها بالعراق بناء على معلومات خاطئة، إذ أن صدام حسين لم يكن لديه أسلحة دمار شامل، ولم يتعاون مع القاعدة في هجمات 11سبتمبر، ولم يشكل خطراً وشيكاً. لكن السؤال الذي طالما دار في أروقة واشنطن هو هل كذب الرئيس بوش وكبار مساعديه عمداً بشأن برنامج الأسلحة النووية العراقي وأسلحة الدمار الشامل، أم أنهم بالغوا في تقدير المعلومات التي وصلت إليهم؟ وترى الافتتاحية أن تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، والذي طال انتظاره، لم يقدم إجابات نهائية لهذا السؤال. إذ اكتفى بتوضيح أن التصريحات الرئاسية قبل حرب العراق اعتمدت على تقارير استخباراتية لم يثبت صحتها فيما بعد. إلا أن التقرير يؤكد أن المعلومات الاستخباراتية حول استعداد صدام حسين للتعاون مع الإرهابيين للقيام بهجوم جديد ضد الولاياتالمتحدة أوضحت أنه لا ينوي ذلك خوفاً من أن يقوي ذلك رغبة أمريكا في شن حرب ضده، وأن الرئيس بوش ونائبه تشيني أعلنا عكس ذلك للشعب الأمريكي. ورغم أن تقرير لجنة الاستخبارات لن يرضي جميع الأطراف، فلا يمكن القول: بأنه تقرير فاشل مثلما يزعم رجال الحزب الجمهوري المعارضين له. إذ أن هذا التقرير قد يقدم رسالة تحذيرية ودروساً حاسمة قبل أن تقدم الإدارة الأمريكية على شن هجوم جديد ضد إيران بسبب برنامجها النووي. وتوضح الافتتاحية أنه من بين الدروس التي يقدمها التقرير للكونغرس أن يتأكد بنفسه من المعلومات الإستخباراتية وألا يعتمد على الملخصات أو تأكيدات الإدارة. ثم تختتم الافتتاحية بتقديم النصيحة المستفادة من التقرير للإدارة الحالية والإدارات القادمة وهي أنه ينبغي على البيت الأبيض أن يتأكد جيداً من المعلومات الواردة إليه وألا يعتمد على المعلومات التي تدعم تصوراته المسبقة، وألا يشن حرباً احترازية قبل أن يكون لديه أدلة دامغة،وألا يُقدم على الترويج للحرب كما لو كانت سلعة جديدة. (خدمة ACT)