صرح الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ان المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما سيرتكب "اسوأ خطأ" اذا اختار هيلاري كلينتون لمنصب نائب الرئيس. وقال كارتر في مقابلة مع صحيفة (الغارديان) نشرت مقاطع منها على موقعها على الانترنت ان اختيار كلينتون لمنصب نائب الرئيس سيكون "اسوأ خطأ يمكن ان يرتكب وسيقومان بذلك بجمع كل الجوانب السلبية للمرشحين". وقال الرئيس الديموقراطي الاسبق (1977-1981) انه كان سيقدم النصيحة نفسها لكلينتون لو انتصرت في الانتخابات التمهيدية. واوضح كارتر "اذا اضفنا الخمسين بالمئة الذين لا يريدون التصويت لكلينتون إلى الذين لا يعتقدون ان اوباما ابيض بدرجة كافية او يتمتع بخبرة كافية او يحمل اسما يبدو عربيا، يمكننا ان نحصل على اسوأ نتيجة يحققاها معا". واكد انه يؤيد "شخصا يمكنه التعويض عن نواقص اوباما من صغر سنه وافتقاده لخبرة طويلة في الشؤون العسكرية والدولية". واوضح الرئيس الاميركي الاسبق انه يؤيد اختيار الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ سام نون. وقال "سيكون مرشحي المفضل لكن هناك ديموقراطيين آخرين يتمتعون بالصفات نفسها التي يتسم بها نون". وقالت (الغارديان) ان المقابلة مع كارتر اجريت قبل تأكيد حصول اوباما على عدد المندوبين الذي يؤهله للحصول على ترشيح الديموقراطيين للاقتراع الرئاسي. وستنشر المقابلة كاملة غداً. إلى ذلك قررت هيلاري كلينتون التي كانت تطمح لتصبح اول رئيسة للولايات المتحدة، اعلان انسحابها من السباق للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الجمعة، وستعلن غداً دعمها لترشيح باراك اوباما. وجاء نبأ اعلان انسحابها في وسائل الاعلام الاميركية بعد ان اكد سناتور ايلينوي اوباما اثر انتهاء الانتخابات التمهيدية الثلاثاء انه سيكون مرشح الحزب الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني - نوفمبر. وكانت كلينتون رفضت فور انتهاء هذه الانتخابات الاقرار بهزيمتها. واعلن فريق حملتها في بيان ان هيلاري كلينتون ستعلن السبت دعمها لترشيح اوباما في السباق إلى البيت الابيض. وقال البيان ان "السناتور هيلاري كلينتون ستعبر في امسية في واشنطن عن شكرها لمؤيديها ودعمها السناتور اوباما ووحدة الحزب". وذكرت شبكة التلفزيون الاميركية (ايه بي سي) ان كلينتون زارت الاربعاء مقر حملتها في ارلنغتون قرب واشنطن لتبلغ اعضاء فريقها بانها لن تكون بحاجة اليهم بعد الجمعة. واوردت صحيفة (نيويورك تايمز) من جهتها على موقعها على الانترنت نقلا عن مقرب من كلينتون ان هذه الاخيرة تستعد لتعليق حملتها ودعم اوباما، موضحة ان هذا الاعلان سيحصل على الارجح في نيويورك. ويفترض ان يعمل اوباما بعد ذلك على اعادة اللحمة إلى حزب انقسم نتيجة المواجهة الطويلة بينه وبين السيدة الاميركية الاولى السابقة، وذلك لتعزيز حظوظه في الفوز بالمعركة الحاسمة في مواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين. وتلقى اوباما الذي يمكن ان يصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة الاربعاء تهنئة الرئيس الاميركي الحالي الجمهوري جورج بوش. وقال بوش ان ترشيح اوباما يثبت ان الولاياتالمتحدة "تطورت كثيرا". واقرت كلينتون ضمنيا بهزيمتها عندما قالت بتأثر واضح في خطاب القته امام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك) اقوى منظمة مؤيدة لاسرائيل في الولاياتالمتحدة، ان "السناتور اوباما سيكون صديقا جيدا لاسرائيل". وكان اوباما تكلم قبلها امام اللجنة خلال اجتماعها السنوي في واشنطن، ودافع في خطابه بقوة عن بقاء القدس "عاصمة موحدة" لاسرائيل، ووعد بالعمل على القضاء على "التهديد" الايراني. الا ان الهدف الرئيسي حاليا للحزب الديموقراطي يكمن في توحيد صفوف الحزب. وشارك حوالى 36مليون ناخب في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، الا ان المواقف متباعدة جدا بين انصار الجانبين بعد حملة طويلة اتسمت غالبا بتبادل حملات قاسية. وحصل اتصال هاتفي قصير ليل الثلاثاء الاربعاء بين اوباما وكلينتون. واقترح سناتور ايلينوي على كلينتون الاجتماع بها ساعة تشاء. وقال روبرت غيبس، احد المسؤولين في حملة اوباما، ان هذا اللقاء قد يحصل "قريبا على الارجح". وقال اوباما الذي زار مقر الكونغرس الاربعاء "لقد تحدثت اليها لتو"، مضيفا "سيكون لنا حديث خلال الاسابيع المقبلة. انا متفائل جدا حول وحدة الحزب من اجل الفوز في تشرين الثاني - نوفمبر". ولم تطرح بعد رسميا مسألة المرشح إلى نيابة الرئاسة، الا ان كل الاوساط الاميركية لا تتحدث الا عن هذا الموضوع. وقال النائب الاميركي الديموقراطي تشارلز رانجل عبر شبكة (سي ان ان) التلفزيونية الاميركية "اذا تمكننا من ترشيح اوباما للرئاسة وكلينتون لنيابة الرئاسة، اعتقد ان هذا سيوحد الديموقراطيين اكثر من اي شيء آخر". ودعا المرشح الجمهوري ماكين اوباما إلى المشاركة في لقاءات عامة اسبوعية مشتركة حتى آب - اغسطس، من اجل اجراء نقاشات امام الراي العام.