ويتولَّد (الحدث المهم) من الصدفة العابرة.. كأن تلتقي في آخر بلاد الدنيا بآخِر من تتوقع لقاءه.!! صحيح.. (الدنيا صغيرة).! يا لهذه الصدفة.. تقتلعنا من أحزاننا في خطة تسبق الموت لتلحق بالحياة.! كان صوت (طلال) يغسل ما علق في النفس ب(صابون القلوب): ما تقول لنا صاحب صار له زمان غايب نسأل عليه واجب كان العشم أكبر.! وحينما انتهى العتب (المدوءزن).. قال الصديق لصديقه: - هل ضقت بصحبتي يا صديقي (الطيّب)، فلم تلبّ دعواتي الكثيرة؟! - لا.. بل خشيتُ أن تقول فرَّقت بين الأحباب.. فآثرتُ الغياب..! - كنت تعلم أنك (الأثير) عندي.. فلمَ جفوتني؟! - أخذت بالمثل السائر (زر غباً.. تزدد حُباً).. فآثرتُ أن أجفو (أنا) لتصفو (أنت)..! - غلطان.. غلطان يا صديقي (الطيِّب).. فقد فقدتُ بفقدك بهجتي وأنسي.. فهل أردت أن تختبر مودتي؟! - بل اختبرتُ حُبي لنفسي.. وما كان يسعدني أن أُكرهها على ما لا تُحب.! فلو أنني لبيت دعواتك فقد أرى في عيون ضيوفك (ضيقاً) بوجودي.. وحينها سأفقد احترامي لنفسي.. وما كان يمكن أن أمنحك الحب وأنا (متخاصم) مع نفسي، لأن (فاقد الشيء لا يعطيه)! - أنت مجنون..! - فلماذا تصاحب (المجانين)؟! - لآخذ الحكمة من أفواههم.! - فما هي حكمتك من مقاطعتي أيها (المجنون)؟! - كلام قديم قاله إنسان بسيط.. - فماذا قال؟! - "البيت اللي كتر دُوسه كُف القدم عنُّه".! - هُو (مجنون) مثلك.. والمجانين في نعيم.. ومع ذلك أتمنى في بعض الأحيان لو أجنّ مثلكما.! فقد ضقت بالعقلاء ذرعاً.. إنهم يفسدون حياتي.. فهم يريدونني (ملاكاً)! وأنت تعلم أن الملائكة لا يمشون على الأرض مطمئنين.. وسكتَ صديقي.. نظر إليَّ ملياً.. ثم استعرض أمام عيني آخر (نكتة) في (جوّاله) وقال بعدها: - لماذا لا تضحك؟! - ضحكت في سرّي.. ربما منك ومن نفسي.! - هوّنها يا صاحبي واسمع (طلال) إيش قال: "الليل ما يحلَى.. إلا بجلاسه.. والقلب ما يسلى.. أهل الهوى وناسه" - وقال كمان: (فات الأوان): "وشوف قلبي على يدِّي وهو أغلى ما عندي.. وتبغى زيادة في حبك أجيب لك قلب تاني منين"؟!