اجتمعت أذكى وألمع العقول الشابة في المملكة العربية السعودية اليوم خلال حفل التصفيات النهائية في المملكة العربية السعودية لمسابقة كأس التخيل الذي أعلنت فيه مايكروسوفت السعودية عن اسم الفريق الفائز بتمثيل المملكة في نهائيات مسابقة "كأس التخيل" الدولية الذي سيعلن فيه عن الفائز النهائي في باريس خلال الفترة 3- 8يوليو المقبل. وتنظم شركة مايكروسوفت مسابقة "كأس التخيل" لتشجيع الشباب على استخدام خيالهم وشغفهم التقني وإبداعهم في تطوير مبتكرات تقنية يمكن أن تؤثر إيجاباً في العالم اليوم. وغدت كأس التخيل، وهي الآن في سنتها السادسة مسابقة عالمية تشارك بها دول العالم، حيث بلغ عدد المشتركين المسجلين فيها ما يزيد عن 100.000متسابق، يسعون للفوز بهذه الفرصة الفريدة لتقديم أفكارهم ومشروعاتهم أمام الملايين من المهتمين والمتابعين لهذه المسابقة. وقد شهدت المنافسة هذا العام إقبالا كبيرا من جميع الجامعات والكليات والمعاهد من كافة أنحاء المملكة، وقد شجعت بعض الجامعات لاهتمامها بمسابقة "كأس التخيل" الطلاب المتسابقين على أن يتقدموا بها أيضا كمشاريع تخرج. وقال الأستاذ عادل معصراني ممثل مايكروسوفت في المسابقة ومدير تطوير البرمجيات والمنصات في مايكروسوفت بالمملكة، لدى تقديم الجوائز إلى الفائزين: "يمثل هؤلاء الطلاب والطالبات الذين يشاركون في مسابقات كأس التخيل الجيل المقبل من رجال وسيدات الأعمال ورواد التقنية. ولاشك أن إبداعاتهم وابتكاراتهم تظهر الكثير من المواهب والقدرات العملية القادرة على التأثير في حياة الناس، وعلى الطريقة التي نتعامل بها مع بيئتنا". وجاء موضوع المسابقة لهذا العام ليطرح تحدياً على المشتركين ل "تخيل عالما تتيح فيه التقنية بيئية طبيعية مستدامة"، وانطلاقاً من هذه الفكرة تحديداً، شرعت بعض أكثر العقول السعودية ذكاء وابتكارا وفي العمل على تطوير حلول تقنية عملية قادرة على المنافسة مع مشاريع أخرى مقدمة من أكثر من 100بلد. وقد فاز هذا العام بالمركز الأول منتخب (صديق البيئة) من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ويتألف المنتخب من الطلاب:إياد عبد الناصر السباعي، طلال الأسمري، عمر العمودي، ياسر سليمان؛ فقد أنتج المنتخب الفائز جهازا إلكترونيا مزودا ببرنامج خاص من تصميمهم يعمل على رصد وقياس العوامل البيئية من حرارة ورطوبة وتلوث وغازات، ومن مميزاته أنه يمكن تركيبه على أي وسيلة نقل لقياس منطقة معينة أو مدينة، حيث يرسل البيانات إلى المركز الرئيسي، ويمكن بالتالي هذا الجهاز من رسم خريطة بيئية، كما يصلح للاستخدام الشخصي والشركات والمنشآت والدولة، ويستفاد من هذا الجهاز في عدة مجالات مثل الكشف عن الخلل في بيئة معينة، والتخطيط المدني والصناعي عن ضوء الخرائط المرسومة والمنتجة من هذا الجهاز. ولم يكن الفوز سهلا بل واجه المنتخب الفائز منافسة قوية جداً من جانب ستة فرق وصلوا إلى الدور النهائي وأظهروا أيضاً مستوى عالياً من الابتكار والإبداع في الأعمال التي قدموها: فقد صمم فريق (لبيئتي) من كلية عفت بجدة والحاصل على المركز الثاني، موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت ببرنامج تعليمي تفاعلي متكامل موجه بخاصة للأطفال لتوعيتهم في مجال البيئة وحمايتها، ويمكن من خلال الموقع أن يشارك الأطفال بإرسال الصور للحالات البيئة الطارئة أو الأشياء الإيجابية الجميلة بالبيئة، والتسلية ببرامج الألعاب والترفيه المفيد، والموقع الابتكاري من تصميم الطالبتين مرام النافع وبسمة الحربي. وبإشراف الدكتورة حورية الدغيري رئيس قسم الحاسب بكلية عفت وزميلتها الدكتورة عزة أبو زيد. وخلال حفل الإعلان عن الفائزين، قال المشرف العام على المسابقة معتصم عياش ومدير برامج التطوير الأكاديمي في مايكروسوفت إن مسابقة كأس التخيل تساعد الطلاب والطالبات في المملكة على تحقيق إمكاناتهم، حيث تعطيهم الفرصة ليصبحوا رواداً في مجالي التقنية والأعمال، كما يسعدنا أن نرى المزيد من المواهب المحلية وهي تبتكر أفكاراً تقنية ملهمة حقاً. لقد أثبتت الفرق السبعة التي وصلت للنهائيات جدارتها، وأتمنى للمنتخب الرابح (صديق البيئة) التوفيق في باريس. ومن جانبه قال سلمان الأنصاري المشرف على المنتخب الفائز في المسابقة "نفخر بهذا الفوز وهي الخطوة الأولى لنا في المسابقة ونستعد لمواجهة منافسة قوية جداً من الفرق العالمية الأخرى، لذا، فقد عملنا بأقصى جهدنا. وقد سعدنا باختيارنا لتمثيل بلدنا في باريس، وندرك أن التحدي الحقيقي سيبدأ الآن، نتمنى أن نحرز انجازات مميزة للمملكة هذا العام".