تعشقه حتى النخاع لا تمل من مشاهدته محب لعمله يوحي بأنه الوحيد الذي يعمل في مسرحة او في مسلسلة او في برنامجه، هناك من قال: (إن الساحة المسرحية ربما فقدت الاهم منذ انطلاقتها في السعودية)، وإذا كان السؤال يطرح عن ماهو الاهم في الدراما السعودية، سيكون بلا شك الدكتور بكر الشدي( 1959- 2003م)، الممثل الرائع الذي كون للبرامج وهجاً مميزا ومتابعة، كما هو الحال للمسرحيات التي اعطى من خلالها نمواً واضحاً وفلسفة عميقة للدراما التلفزيونية. بكر الشدي لم يكن وجهاً إعلاميا فقط بل رائداً من رواد الحركة المسرحية، ولد بالعيون في محافظة الاحساء نال حصته في مدارس ارامكو في الابتدائية والمتوسطة في محافظة(بقيق) عاد وأكمل الثانوية في الاحساء، وانتقل إلى الرياض للمرحلة الأهم في التعليم بجامعة الملك سعود في كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية، في تلك الفترة بداية الثمانينات الميلادية ظهر عبر مسرح الجامعة ونال الأفضلية وكون لنفسه جماهيرية انطلق منها عبر التلفزيون في الاسكتشات والبرامج التي كان يقدمها والمسرح. بكر الشدي لم يكن ممثلاً ثانويا إنما وصل إلى مرحلة قيادة جيله، السدحان والقصبي والشمراني وغيرهم من المرحلة الثانية لانطلاقة الدراما السعودية، يتذكره الكثير من الجمهور عندما قدم العديد من البرامج منها سهرات التلفزيون السعودية، وجد التعاون من نجوم الغناء بالتواصل مع البرامج التي كان يقدمها منهم طلال مداح ورابح وعلى عبدالكريم وسلامة العبدالله وغيرهم، هو لعشق الموهبة والحب، في المسرح كانت هناك نقلات أخرى (قطار الحظ، الكرمانة، النص والانتاج، ابو تمام، أبن زريق ليمتد، الجراد، للسعوديين فقط، لكع بن لكع)عدا مسرحية(صفعة في المرآة) مونودراما الشخص الواحد. بكر الشدي تواصل بين جيلين أثمر عنه حصوله على شهادة الدكتوراة في الأدب المسرحي بدرجة أمتياز بجامعة درم ببريطانيا، ليصقل نفسه ويعود رائداً في المسرح، هو كذلك فنان أحبة الجمهور، اوجد من مسرحة ثورة الإحساس والصدق وكوميديا الموقف الضاحك عبر المشهد الجاد.