من الذي أعطى الفرصة لعامل هندي أن يعتدي على فتاة معاقة فكرياً حتى حملت منه؟ حدث ذلك داخل بوفيه يعمل فيه الوافد. لقد تعرضت الفتاة للاغتصاب أكثر من مرة كما نشر الخبر في جريدة "الرياض" بتاريخ 15جمادى الأولى 1429ه. .. إنه من الطبيعي ان نتوقع وقوع الفاحشة من شخص لايخاف ربه فالطبيعة البشرية والغرائز التي لايتحكم فيها الإنسان قد تدفع به إلى الشر ولكن يبقى السؤال كيف تمكن هذا العامل من هذه الفتاة؟ وكيف كانت تذهب إليه؟ وأين أهلها؟ وكيف يثق بعض الأهالي في أي شخص مهما كان؟ إن هناك أطفالاً تعرضوا للتحرش والإيذاء الجنسي ليس فقط من بعض الأغراب. بل من بعض الأقارب كالعم أو الخال وابن العم أو ابن الخالة بل والأخ وفي بعض الحالات الأب. وكلما كانت صلة القرابة قريبة بين المعتدي والطفل كان من الصعب اكتشافها وإذا كان ولابد أن لانثق في القريب فكيف بنا نثق في الغريب؟ أليس الأهل مسؤولين عن أطفالهم؟ فأنت لا تملك القدرة لمعرفة الخبيث أو الطيب من الناس ولكنك تملك القدرة على حماية أطفالك. لاتصدقوا إن قلت لكم إنني في كل مرة أطلب خدمة التوصيل السريع لبيتي ويخرج ابني ريان (12) سنة ليفتح الباب الا ووقفت على الباب الداخلي حرصاً على أن لايمس بسوء ولو بلمسة بسيطة عابرة وللأسف الشديد فإن بعض الأمهات عندما أطلب منهن تنبيه أطفالهم وتعريفهم بالأماكن الحساسة في جسدهم كل ما أجده من رد هو أنهن لايردن تنبيه أطفالهن. وكأن تزويد الأطفال بالعلم والمعرفة والوعي يعود عليهم بالضرر. لدي كتيب بسيط للأطفال عن التحرش الجنسي موضح بالرسوم قامت بكتابته امرأة أمريكية تعرضت هي نفسها للاعتداء الجنسي ومن عمها ولقد نذرت نفسها وجهدها للتوعية بحماية الأطفال من التحرش الجنسي وزارت عدة دول وألتقت الآباء والأمهات لتوعيتهم بالأثر النفسي المدمر الذي يتركه التحرش في نفسية الطفل. لقد ترجم الكتاب للغة العربية وهو كتاب رائع مبسط يشرح للطفل حقه الأبدي في الحفاظ على جسده.. أتمنى أن يوجد مثل هذا الكتاب بين أيدينا لحماية أطفالنا من سلوك يرمي بهم في هاوية الألم والضياع. في النهاية تحية تقدير وإعجاب لأم بلقيس التي كانت لديها الجرأة لتكتب لنا في برنامج الأسرة والمجتمع وتقول إن أبني اعتدى على أخته. ساعدوني ماذا أفعل؟ وكذلك لمحمد الشاب الذي أرسل لنا رسالة شجاعة ليقول إنه تعرض للاعتداء من أصدقائه في المدرسة وعندما كبر كانت مشاعره كمشاعر أنثى. طلب من والده ان يزوجه. وبعد أربع سنوات قرر طلاق زوجته لعدم قدرته على ان يعيش معها كزوج طبيعي. تركها على حد قوله كي لايدمر مستقبلها ولكي يأتيها ابن الحلال الذي يستحقها..وفي نهاية رسالته يقول محمد : لقد ضاقت بي الدنيا وأفكر جدياً في الانتحار. هذه نتيجة تعرض أطفالنا للتحرش والاعتداء الجنسي تمتد آثاره السيئة مدى الحياة. قصص مؤلمة لأطفال لاذنب لهم سوى أنهم ولدوا لوالدين لم يملكا الوعي الكافي والقدرة على حماية أطفالهما من براثن فتاكة لاترحم.