تزداد حاجتنا للمواقع الإلكترونية لمختلف القطاعات والجهات الحكومية منها والتجارية، وذلك لمعرفة المتطلبات الضرورية لإنهاء المعاملات، أو للتقديم للحصول على خدمات ذلك القطاع أو تلك الجهة. إن المواقع الإلكترونية تعتبر نعمة ولها فوائد جمة، وسهلت الإجراءات والتعاملات في كثير من القطاعات الحكومية والمنشآت التجارية على حدٍ سواء، وقد اهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين بهذا الجانب، ورصدت له المبالغ الضخمة لتطويره والتيسير على المواطن والمقيم في تنفيذ تعاملاته إلكترونياص. ولكن هناك بعض القطاعات والجهات الحكومية تحديدا، ما زالت لا تكترث بهذا العلم وهذا المجال كثير؛ فلم تكلف نفسها الاهتمام به، أو أن تعيرها أقل اهتماماتها؛ مما أنعكس سلبا على موقعها الخارجي الموجه للمواطنين والمقيمين المستفيدين من تلك الوزارة أو الجهة الحكومية فلم يقدم لهم أي فائدة تذكر. ومن تلك الوزارات أو القطاعات الحكومية من يرى أن الموقع الإلكتروني (Website) هو عبارة عن وسيلة إعلامية فحسب، تبرز من خلاله جهود العاملين فيه وتنشر أخبارهم، دون الاهتمام بالعميل الخارجي والمستخدم الحقيقي لذلك الموقع. فأقول لمثل أولئك أن الموقع الخارجي ليس مجلة أو إصدار صحفي خاص يمتلئ بالصور والتقارير وملاحقة المسئول في ذلك الموقع صغر أم كبر. ولكن لا بأس أن يكون هناك قسم للأخبار والتقارير ولكن لا يطغى على كل الموقع. إن تلك الأخطاء وتلك الكبوات التي يقع فيها مسؤولو المواقع الإلكترونية ناتج من عدم تحديد الهدف الرئيسي تحديدا واضحا من الموقع المزمع إنشاؤه، وكذلك من عدم تعيين المستفيد والعميل لذلك الموقع قبل البدء بإنشائه، حيث يعتبر هذان العنصران هما من أهم مقومات نجاح المواقع الإلكترونية على اختلاف أنواعها. وبالتالي فعند تحديد الهدف من إنشاء الموقع الإلكتروني على الإنترنت؛ والذي يكون في الغالب مرتبط ارتباطا وثيقا بخدمة العميل الخارجي، فعلى مصممي الموقع والقائمين على شأنه الاهتمام بذلك الهدف، وجعله نصب أعينهم في كل مراحل تكوين الموقع الإلكتروني وتطويره، ليحقق الفائدة المرجوة من إنشائه. وفي سياق تتبعنا للمواقع الحكومية والتي تقدم خدمات جليلة للمواطنين والمقيمين، فقد وقع الاختيار لهذا العدد على موقع وزارة العمل، وعنوانه على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)؛ هو www.mol.gov.sa لنقوم بدراسته وتقييم محتوياته: @ النظرة العامة First look: لقد تعودنا في هذا الزاوية أن نتحدث بكل صراحة وشفافية، وأن نقول للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت؛ ولذلك فلن أجد أدنى حرج في أن أصرح بأن هذا الموقع يبدو للناظر في زيارته الأولى وإطلالته على الموقع فإنه يتبادر إلى ذهنه تميز الموقع بحسن اختيار الألوان، وزخرفة الإطارات. هذا كل شيء جيد في الموقع، أما ماعدا ذلك فلن تستطيع أن تجزم أن هذا موقع إلكتروني ومنشور على الإنترنت ويراه الجميع، فهو أشبه بأن يكون مجلد Folder، وبه عدة ملفات على أشكال مختلفة ك(Word. Excel. PDF)؛ فكل صفحات الموقع لا يوجد بها محتوى، بل تقوم بتنزيل (Download) ملفات، ماعدا صفحة الأخبار التي بها محتوى خاص بها. كما أن الصور الموضوعة أمام كل خبر في الصفحة الرئيسية، تسبب بطئاً في تصفح الموقع، والتحميل منه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن للزائر احتراما وتقديرا حيث أنه لم يزر ذلك الموقع إلا للحصول على خدمة أو معلومة، فليس من اللائق أن توضع صورة الوزير أو وكيله أمام كل خبر، وكأن المستخدم أو الزائر يتصفح جريدة يومية. @ تحديث المعلومات Information Update: لم يشر الموقع إلى أي تأريخ تم فيه تحديث المعلومات التي يضمه بين جنباته، بل أيضا لم يذكر حتى تاريخ إنشائه، ولكن ومن خلال تصفحي للموقع؛ تبين لي أن هناك تحديثاً للأخبار فقط، أما ما سواها فلم يَبِن لي أي شيء، وذلك لقلة المحتويات التي يمكن الحكم من خلالها، وعلى العموم فإن المعلومات المتاحة والموجود في الموقع على قلتها فإنها تعتبر حديثة نوعا ما. بالنسبة للروابط الموجودة في الموقع فهي تعمل بشكل صحيح، ولكن المشكلة تكمن في أن 90% من تلك الروابط لا تشير إلى محتويات داخل الموقع بل تقوم بتنزيل ملفات مرفقة ومستقلة، أما الروابط الخارجية الموجودة تحت عنوان (مواقع ذات صلة)؛ فإن جميعها تعمل وبشكل ممتاز وقد أُحسِنَ في اختيارها لتشابه الاهتمامات والاختصاص والتوافق مع طبيعة العمل بينهما. @ جودة ونوعية المعلومات Information Quality: إن من المعتاد في المواقع الإلكترونية أن يتم تعريف الزائر بتلك الجهة، ولو بشكل مبسط؛ وذلك لأن الموقع يزوره أشخاص من جميع أنحاء العالم، وهنا لم يتم تعريف الزائر للموقع بالجهة المسئولة عنه، سواء بشكل عام؛ مثل مهامها وتاريخ نشأتها، كما أنه لم يتم التعريف بالمسئولين عن الموقع بشكل مباشر. أما بالنسبة لوسائل الاتصال؛ فلم يقدم في الموقع إلا البريد الإلكتروني، وكان من الأجدر أن يوضع نموذج معين للاتصال بمسئول الموقع، دون أن يكلف الزائر بنسخ البريد ثم فتح بريده الخاص، ولصق العنوان هناك، فإن التقنية قد سهلت هذه المهمة كثيرا، وبالإمكان أن يرسل الزائر استفساره أو ملاحظاته بملء ذلك النموذج وإرساله مباشرة. كما أن الموقع لم يذكر المكان الجغرافي للوزارة، أو وسائل الاتصال بها، أو عناوين المسئولين في الوزارة. لقد أشير في الموقع إلى أن هناك خدمات إلكترونية؛ (في الجانب الأيسر من الصفحة الرئيسية)، ولكن لا يوجد في الموقع بأكمله خدمات إلكترونية؛ إلا خدمة واحدة وهي خدمة تقديم الشكاوى من المواطنين والمقيمين فقط لا غير!!، وما عدا ذلك فجميع الروابط الموضوعة تحت تصنيف (الخدمات الإلكترونية) هي عبارة عن نماذج ورقية، تم تحميلها ووضعها في الموقع، وكان من المفترض أن تنهي الوزارة هذا الوضع وتقوم بتطوير الموقع والاهتمام به أكثر من هذا الوضع وتهيئته لخدم المواطنين والمقيمين، وذلك بتوفير الخدمات التي يحتاجونها، لتتيسر أمورهم وتنتهي معاناتهم من المراجعات المتكررة. @ للتواصل أرسل رسالة قصيرة على الرقم 88522تبدأ بالرمز 444يتبعها النص والاسم أو من خلال البريد الالكتروني للصفحة [email protected]