@@ تشهد مكةالمكرمة اليوم.. بداية حوار جاء بين أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات والثقافات المختلفة.. @@ هذا الحوار الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين بعد أن كان هو الداعي اليه.. يؤكد مدى رؤيته الصائبة لحقيقة الصراع بين الحضارات.. وحاجة إنسان العصر إلى عمل خلاق لإنقاذ الإنسانية من مغبة ما قد يترتب عليه من فناء كامل ومآس لا نهاية لها.. في الوقت الذي يتوجب ان تعمل فيه شعوب الأرض على إعمار الكون بتعظيم فرص التعايش بين بني الإنسان لما فيه الخير والصلاح للجميع.. @@ والإسلام كعقيدة.. @@ والإسلام كمنهج حياة.. @@ والإسلام كقيمة حضارية عظيمة.. كان ومازال وسيظل دين سماحة.. ودين محبة ودين سلام.. @@ وبالتأكيد فإن اختيار مكةالمكرمة تحديداً لإطلاق هذا الحوار.. هو تجسيد لطبيعة وجوهر هذا الدين الخالد.. وتعظيم لمكانة العاصمة المقدسة في قلوب الشعوب المؤمنة بالله سبحانه وتعالى.. والملتزمة بفضائل العقائد السماوية المعززة لروابط الخير والصلاح.. والوئام بين عباد الله.. @@ فالحوار بين أتباع الأديان السماوية.. والثقافات المختلفة.. قبول بوجود الآخر.. بحقوق الآخر في الحياة.. وفي الاختيار.. وذلك مالا شأن لأحد به.. @@ ذلك أن ما يجمع البشر.. @@ وأن ما يوحد الأمم.. @@ وأن ما يؤلف بين قلوب الجميع.. هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى.. هو حق الإنسان في الحياة.. هو العيش المشترك بين البشر.. هو صنع الخير.. والأمان والاستقرار في هذا العالم لكل الجنس البشري.. @@ بعيداً عن الكراهية.. @@ وبعيداً عن التشدد.. والإقصاء.. @@ وبعيداً عن التناحر.. والصراعات.. والحروب.. @@ فالحياة تتسع لمخلوقات الله جميعاً.. @@ والإنسانية.. تجمع بين عباد الله وتوحد خطاهم.. @@ ومن الخير لنا جميعاً ان نجسّر كل الفجوات القائمة بيننا.. @@ وأن نوظف كل الطاقات والإمكانات وفي مقدمتها الطاقات الفكرية التي وهبها الله لنا كي نعمر هذا الكون.. ونشيده على أسس من التفاهم.. والتواصل.. والبناء على المشتركات.. وما أكثرها.. فما أحوجنا إلى التركيز عليها.. والى الانطلاق منها في جهود إنسانية خلاقة.. وعظيمة.. وصادقة.. @@ فليس هناك - في الأساس - ما يبرر دواعي الخوف من بعضنا البعض.. @@ وليس هناك ما يدعو إلى الاختلاف العميق.. @@ أو يثير مكامن العداوة.. والاقتتال بيننا.. @@ فمن مكةالمكرمة انطلق صوت الحق منذ أربعة عشر قرناً.. @@ ومن مكةالمكرمة.. ينطلق اليوم صوت العقل ليشع في أرجاء الدنيا.. حباً.. وصفاء.. وتقارباً.. @@ ومن مكةالمكرمة.. تنطلق الدعوة للم شتات الإنسانية وتوحيد خطاها.. وتوظيف طاقاتها الخلاقة من أجل رخاء الإنسان وأمنه.. وسلامته.. ووئامه.. @@ فهل يتوقف التاريخ هذه المرة.. @@ ليقول لأجيال المستقبل في كل مكان من هذا العالم.. كلمة.. @@ ليقول لها.. @@ إن الإسلام.. هو دين الإنسانية جمعاء.. @@ هو دين الحب.. ودين القيم.. ودين السماحة.. ودين الخير.. ودين اليسر.. ودين الحق.. ودين العدل.. ودين المساواة.. دين يجمع بين الروح وبين المادة، بين العاطفة.. وبين العقل.. وها قد جاء الوقت لكي تعرفه الدنيا كل الدنيا كما نزل به الوحي.. ونصت عليه الرسالات وقدمه للإنسانية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام.. @@@ ضمير مستتر : @@( الشعوب المؤمنة بالله حقاً.. لا تعرف الكراهية طريقاً إلى أفئدتها).