@@ قبل أربعة عشر قرناً من الآن.. جاور النبي محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام "مشركي مكة" في بداية دعوته لنشر عقيدة السماء الصافية في أرجاء الأرض. @@ تحدث إليهم.. @@ واوفد العديد من صحابته الأجلاّء لدعوتهم إلى الدخول في دين الله الحق.. @@ ولكن لقي منهم الكثير من العنت.. والمؤامرات.. والاتهامات الباطلة.. والحرب على مختلف مستوياتهم.. إلى أن غادر مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة.. هرباً بعقيدته.. ومحاولة منه لاختراق "سجف" الضلال.. @@ وهناك واصل دعوته.. فاجتمع إلى المشركين.. وإلى اليهود.. ومع الضالين على اختلاف مللهم ونحلهم.. كما قابل العديد من الوفود الخارجية وتواصل مع بعض القادة والزعماء في إطار دعوته إلى الدين الإسلامي.. وسعيه الحثيث لإبرام المواثيق والمعاهدات تجنباً لسفك المزيد من الدماء وتوصلاً إلى صيغ مقبولة للتعايش وتهدئة للنفوس.. وتوخيا للأمان والسلام.. والعمل بهدوء وبروية وبحكمة.. @@ ولولا انتهاجه (صلى الله عليه وسلم) طريق الحوار.. @@ ولولا تغليبه أوجه الحكمة.. والملاينة.. والمهادنة.. والصبر مع أعداء الإسلام أعداء الإنسانية.. لما عاد إلى مكة فاتحاً.. ولما انتشرت دولة الرسالة المحمدية الهادية إلى النور والهداية في كل أصقاع الدنيا.. @@ ولذلك فإنه ليس غريباً.. أن تتجدد هذه الدعوة ومن أرض القداسات والنور ليس فقط للحوار بين أبناء العقيدة الواحدة من علماء الأمة.. ومفكريها فحسب وإنما بين هذه الصفوة المستنيرة وبين أبناء الأديان السماوية الأخرى.. بهدف العمل على تكريس ثقافة التعايش.. والتعاون.. وتوظيف الجهد الإنساني لما فيه خير البشرية جمعاء.. @@ وسوف يذكر التاريخ لملك هذه البلاد.. عبدالله بن عبدالعزيز.. توجهه الصادق والمخلص نحو تكريس "روحية" عقيدة السماء.. في السعي إلى الخير.. والمحبة.. والسلام بين الأديان.. ليعيش الإنسان حياة آمنة.. وبناءة.. ومنتجة.. وتسخير كل الجهود لخدمة تقدم الإنسانية وتطورها @@ ولاشك أن مؤتمر مكة الذي تُحضّر له رابطة العالم الإسلامي تحت رعايته يحفظه الله وذلك خلال الفترة الواقعة بين السادس والعشرين والثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى ( 31مايو - 2يونيو 2008م) سيكون بإذن الله فاتحة خير.. لمد جسور عقلانية مع أتباع الرسالات السماوية الأخرى.. @@ ونظراً لأهمية هذا المؤتمر.. @@ ونظراً لخطورة أجندته.. @@ ونظراً لأهمية المردود الذي ننتظره من وراء عقده في مكةالمكرمة.. @@ فإن على "الصفوة" في هذه البلاد.. أن تستنفر جهودها.. وتشارك بطروحاتها وتنير الطريق أمامنا جميعاً بالحديث عن المكاسب البالغة الأهمية التي ننشدها من وراء مؤتمر غير عادي كهذا.. @@ ذلك أن التعامل مع المؤتمر.. يجب أن يكون عالياً ورفيعاً وخلاقاً ومسؤولاً في آن معاً.. لأنه ليس مؤتمراً تقليدياً.. بروتوكولياً.. احتفالياً.. وإنما هو رسالة محبه إلى كل المجتمعات الإنسانية @@@ ضمير مستتر : @@(تصدع المجتمعات..يبدأ بتعميق الفجوة بين الحضارات.. واستغلالها بصورة سالبة).