اطلقت (إسرائيل) مجددا امس حركة الاستيطان في القدس العربية المحتلة عشية لقاء جديد بين رئيس وزرائها ايهود اولمرت ورئيس السلطة محمود عباس. واعلن المتحدث باسم وزارة الاسكان الاسرائيلية ايران سيديس "سنبني 121مسكنا في هار حوما (جبل ابو غنيم) و 763اخرين في بيسغات زئيف" وهما حيان استيطانيان مبنيان في القدس العربية المحتلة. واكدت الرئاسة الفلسطينية في مقاطعة رام الله في بيان وزعته أمس ان "قرار حكومة (إسرائيل) بناء 820وحدة استيطانية في القدس تهديد خطير لعملية السلام (...) واعتداء صارخ على الارض الفلسطينية المحتلة" واشار البيان إلى "اتفاقية جنيف الرابعة وفتوى محكمة العدل العليا" اللتين تعتبران ان "اي بناء او نقل للسكان فيها (الارض الفلسطينية) واليها خرقا صارخا للقانون الدولي الانساني ولمواثيق الاممالمتحدة". كما اشار إلى "اتفاق اوسلو واتفاق انابوليس الذي وافقت (إسرائيل) بموجبه على تنفيذ التزامتها في البند الاول من خطة خارطة الطريق والتي تقضي بوقف الاستيطان حتى ما يدعونه بالنمو الطبيعي اضافة إلى الانسحاب إلى خطوط 28ايلول - سبتمبر 2000"، تاريخ اندلاع الانتفاضة. وقال ان "هذه القرارات الاسرائيلية الخطيرة التي تمس بالصميم مجمل عملية السلام والمفاوضات الحالية انما تكشف للعالم كله واللجنة الرباعية والادارة الاميركية ان حكومة (إسرائيل) غير عابئة بالشرعية الدولية ولاحتى بما سبق ووقعت عليه والتزمت به امام العالم كله". واكدت الرئاسة في بيانها ان "القيادة الفلسطينية تؤكد رفضها وشجبها واستنكارها هذه القرارات الاسرائيلية بالاستيطان في القدس الشريف وباقي الاراضي الفلسطينية وتؤكد ان عملية السلام برمتها لا يمكن ان تتقدم بدون الوقف الكلي والشامل للاستيطان في ارضنا الفلسطينية". ودعت القيادة الفلسطينية الادارة الاميركية واللجنة الرباعية إلى "اتخاذ موقف حاسم من هذه القرارات الاسرائيلية الخطيرة للاستيطان في القدس، والتي تهدد عملية السلام". وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "ندين بشدة هذا القرار الذي يأتي استمرارا لقرارات اسرائيلية متواصلة لم تنقطع وتستعر في ظل الحديث عن قرب اجراء انتخابات مبكرة داخل اسرائيل". واضاف ان هذه الخطوة "تقوض جهود اي عملية سلام"، موضحا ان هذا القرار "سيكون على جدول اعمال اللقاء الذي سيعقد اليوم بين عباس واولمرت. وقبل توجهه مساء اليوم إلى واشنطن، سيلتقي اولمرت عباس في اليوم نفسه في مقر اقامته بالقدس العربية في اطار مفاوضات عبثية بشأن الاتفاق حول قيام دولة فلسطينية قبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في كانون الثاني - يناير 2009.ويعود اخر لقاء بينهما إلى الخامس من ايار -مايو. وستجري محادثاتهما في وقت تستعد الطبقة السياسية الاسرائيلية إلى انتخابات مبكرة محتملة بسبب قضية فساد يرد فيها اسم اولمرت. ويتوقع مختلف المسؤولين السياسيين الاسرائيليين ان تجري هذه الانتخابات في تشرين الثاني - نوفمبر في حين تنتهي الولاية التشريعية الحالية مبدئيا في تشرين الثاني -نوفمبر 2010.وتتناول محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المسائل الاساسية للنزاع مثل ترسيم الحدود ووضع القدس ومصير المستعمرات واللاجئين الفلسطينيين، وقد انطلقت في تشرين الثاني - نوفمبر في انابوليس بالولايات المتحدة بعد سبع سنوات من الجمود. لكنها لم تسجل اي اختراق حقيقي حتى الساعة.