ما إن أعلنت وزارة التربية والتعليم إدخال بعض التعديلات على مناهج التعليم العام في المملكة اجمع طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية بمكة المكرمة والطائف وجدة على ضرورة السعي الجاد لإعداد مناهج دراسية توسع المدارك العقلية والذهنية للطالب وتحقق آفاقه وتطلعاته المستقبلية التي تواكب متطلبات التنمية والتطورات العصرية عوضا عن المناهج الحالية التي تعتمد على تلقين الدور التعليمي للطالب فقط في المدرسة دون الاهتمام بالعامل النفسي والصحي والاجتماعي والبيولوجي. وأشار الطلاب إلى أن المناهج الحالية في المدارس لاتتيح الفرصة للمعلم والطالب استخدام الأساليب الحديثة القائمة على أساس التفكير والفهم والاستيعاب والتحليل والاستنباط إنهم في حاجة ماسة لمناهج جديدة ترتبط بحاجات المتعلمين وبمتطلبات ما بعد المرحلة الثانوية وحاجة سوق العمل بحيث يتمكن الطالب في المدرسة من اختيار المقررات الأكثر ملاءمة لغاياته وأهدافه وحاجاته ونقاط القوة لديه بما يتفق مع سياسة التعليم في المملكة وحاجة المجتمع على ألا تتعارض مع الثوابت الدينية والقيم الاجتماعية للبلاد. وأشاروا إلى أن ضعف مخرجات التعليم الثانوي يعود لضعف محتوى المقررات الحالية وعدم واقعيتها في تلبية رغباتهم وميولهم إضافة إلى ان الأنشطة المدرسية تمارس على أنها حفلات إلقاء قصائد ومسرحيات وتجمع لأولياء الأمور والطلاب بصورة يهدر فيها الوقت والجهد دون طائل. وقد تحدث لنا في البداية الطالب منصور الربيعي قائلاً: لقد أسعدنا كثيراً خبر عزم وزارة التربية والتعليم إجراء بعض التعديلات والتغييرات في المقررات الدراسية بعد تحليل محتواها الحالي الذي تعتمد في تدريسه على تلقين الطالب المعلومة فقط واستبدالها بمقررات تربوية حديثة تولي اهتماماً كبيراً بالأنشطة العلمية والعملية في المدرسة لما فيها من ترسيخ للعمل أثناء إتاحة الفرصة للطالب للتخطيط للتجارب العلمية وتنفيذها وتقويمها حتى يشبع الطالب ميوله ويكتسب المهارات اللازمة ويصبح قادراً على التخطيط والتعاون والتفكير العلمي الذي تكون أهم مخرجاته وثماره النمو الشامل وتكوين العادات والاتجاهات الايجابية وغرس القيم في نفس الطلاب بصفة عامة ويكون قادراً ومهيأ لدخول معترك الحياة العلمية والعملية. كما شدد الطالب خالد سعد البقمي على ضرورة تغيير المناهج الحالية التي تتصف بالجمود وتعددها الممل الذي ينتج عنه تدفق آلاف الخريجين من كل عام إلى سوق العمل لينضموا إلى طوابيرالانتظار الطويلة على أبواب المؤسسات الحكومية والعسكرية والشركات الخاصة بحثا عن وظيفة دون جدوا لذلك نناشد المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وضع تصور في المناهج الدراسية نحو حفز وتشجيع الطالب منذ المراحل الدراسية الأولى على حب العمل التجاري من خلال وضع استراتيجيات هادفة إلى تعليم الشباب الأمور التجارية والعمل المهني مما يساعدهم على الانطلاق في سوق العمل دون تعثر. وأشار ان المناهج الحالية تخلق ظروفاً تعليمية غير مناسبة وغير مستقرة مما يؤثر على تحقيق الأهداف وهدر للوقت وتشتيت لأذهان التلاميذ كما ان الأنشطة اللا صفية التي تقام عبارة عن تكليف إجباري للتلاميذ بجمع الآثار والرسم فقط وهو المعروف والسائد في مدارسنا قائلاً: فنحن مقيدون في الصف الدراسي من الساعة السابعة حتى الثانية ظهرا نتلقى معلومات نظرية فقط ولا نمارس اي نشاط علمي يكسر جمود الحصة. وأشار الطالب عبد الله مشعل العاكور إلى أن فكرة تغيير المقررات خطوة إيجابية تحسب للوزارة لتحسين مخرجات التعليم والفقر العلمي الذي يكون عليه المتخرج بعد حصوله على الثانوية، ولكي نتغلب على هذه المشكلة يجب إقرار مقررات تعتمد في تدريسها على ممارسة الأنشطة العلمية التي تسهم في ترسيخ المعلومة في ذهن الطالب وتكشف ميوله الحرفية والمهنية وتصقل المواهب العلمية فمن خلال ممارسة الطالب للأنشطة خارج الصف مثل التجارب العلمية وسط توجيه المعلم تظهر ميوله كما أنها ترتقي بالموهوبين إلى مستويات عليا من الأداء لا يستطيع الوضع الحالي للمناهج تحقيقها وبالتالي عدم تحقيق أهداف التعليم التي تسعى من خلالها الحكومة الرشيدة لتخريج جيل متعلم وعامل يخدم دينه ووطنه ومليكه إضافة إلى ان الأنشطة الحالية في المدارس أصبحت تشكل هماً وهاجساً حقيقياً للمدرسة والمدرس وترهق كاهل الإدارات المدرسية كونها حصة فراغ كما هو سائد يمارسها الطلبة على مزاجهم وان لم يكن بمحض ارادتهم دون تخطيط فأين هي الأنشطة التربوية التي تعقد لها المؤتمرات والندوات وتوزع فيها الميداليات والشهادات وهي بلا مخرجات. إلى جانبه أكد كل من مشعل نايف وعبد الله الشهري أن المقررات التي تدرس الآن لاتساعد المعلم على تفعيل الأنشطة العلمية داخل الصف أو المعمل لذلك نرى أننا أصبحنا في حاجة ماسة لمقررات دراسية تحرر المتعلم من الحشو الناتج عن التلقين وتتيح الفرصة للمعلم تنويع طرق إيصال المعلومة وتفعيل مستويات النقاش الجماعي الفعّال بين الطلاب والمعلم داخل غرفة الصف بما يخدم سير العملية التعليمية والأهداف المرجوة منها. وأشاروا إلى أن البطالة الحالية التي تعاني منها البلاد تعود لتدني وضعف مخرجات التعليم بسبب منهج التعليم بصفة عامة والمقررات الدراسية بصفة خاصة وبصفتها الحالية لا تشجع ولا تغرس روح الإبداع رغم ان مرحلة الطفولة والشباب من أهم المراحل التي يمكن ان يغرس فيها لدى الطفل عوامل النجاح والتحفيز نحو تحقيق توجه وهدف معين وهذا في حال تحقيقه سوف ينعكس مستقبلا على توجهات هذا الطالب عندما يصبح شابا يدخل سوق العمل أو حتى عند التفكير في الالتحاق بالدراسة الجامعية التي سيكون وقتها مؤهلا لدراسة التجارة والاقتصاد بصورة تختلف عن التحاقه في هذه الأقسام دون رغبة حقيقية منه.