خاض المرشحان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين معركة سياسية شرسة جديدة الجمعة بشأن العراق، في آخر تصعيد في اطار السباق إلى رئاسة الولاياتالمتحدة. وتخلى اوباما عن موقعه الدفاعي ليتهم ماكين بانه اخطأ في الحديث عن حجم القوات المنتشرة في العراق. وقال اوباما في تجمع انتخابي في مونتانا (شمال غرب) ان "لكل فرد الحق في التعبير عن آرائه لكنه لا يملك الحق (في ان يخطىء) بشأن الوقائع". ويلمح باراك اوباما بذلك إلى تصريحات ادلى بها الخميس ماكين الذي قال ان الولاياتالمتحدة قلصت حجم قواتها المنتشرة في العراق إلى المستوى الذي كانت عليه في كانون الثاني - يناير 2007، اي قبل ارسال التعزيزات التي قررتها ادراة الرئيس جورج بوش. واوضح اوباما "لدينا حوالي 150الف عسكري في العراق اي اكثر بعشرين الفا من حجم القوات التي كانت منتشرة قبل ارسال التعزيزات". واضاف "لدينا خطط لخفض العدد إلى 140الفا خلال الصيف، أي: اكثر من القوات التي كانت منتشرة قبل التعزيزات". والارقام التي ذكرها اوباما هي التي ترددها الادارة الاميركية. وتابع اوباما ان "ماكين رفض اليوم تصحيح خطأه. وكما يفعل جورج بوش عندما يواجه بالخطأ، انه يلجأ إلى العناد ويرفض الاعتراف بالخطأ". ويأتي هذا الهجوم بينما يتهم معسكر ماكين منذ ايام اوباما برفض الاعتراف بالنجاح الذي تحقق في العراق بسبب جهله، لانه لم يزر هذا البلد منذ كانون الثاني - يناير 2006.واقترح ماكين على المرشح الديموقراطي ان يرافقه في رحلة إلى العراق لكن اوباما، سناتور ايلينوي رفض مؤكدا انه يمكن ان يزور هذا البلد "بدون ضجة" قريبا. وفي لقاء مع صحافيين في ويسكونسين (شمال) نفى ماكين ان يكون ادلى بتصريحات خاطئة. وقال "قلت اننا قمنا بسحب قوات ونحن قمنا فعلا بسحب قوات (...) هذه هي الوقائع". واضاف "من الواضح انني كنت محقا بشأن ارسال التعزيزات وكنت محقا في القول اننا نستطيع ان ننتصر في العراق". وتابع ان "اوباما ولاسباب عقائدية ولانه ليس على علم بالواقع على الارض ولانه ذهب إلى هناك مرة واحدة فقط، اختار طريقا مختلفا تماما (...) انه يعتقد اننا لا نستيطع ان ننجح ومقتنع باننا سنفشل". ورد اوباما مجددا بالقول "حان وقت وقف التباهي والتزام الصراحة مع الاميركيين بشأن حرب كلفتنا حياة آلاف ومئات المليارات من الدولارات بدون ان تجعلنا اكثر امانا". على صعيد آخر يلتقي ممثلو المرشحين المتنافسين على ترشيح الديموقراطيين للاقتراع الرئاسي الاميركي باراك اوباما وهيلاري كلينتون السبت في محاولة لتسوية مشكلة تمثيل ولايتي فلوريدا وميشيغن في المؤتمر الوطني للحزب. وتشكل هذه المسألة واحدة من القضايا الاكثر اشكالية في مسار الانتخابات التمهيدية الاميركية قبل مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيعين في نهاية اب - اغسطس مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية التي ستنظم في تشرين الثاني - نوفمبر. ونظمت ميشيغن وفلوريدا انتخاباتهما التمهيدية في كانون الثاني - يناير بخلاف تعليمات الحزب الديموقراطي الذي فرض عليهما اجراء الانتخابات بعد يوم "الثلاثاء الكبير" في الخامس من شباط - فبراير. وحملت مخالفتهما التعليمات الحزب على منعهما من ارسال مندوبيهما إلى المؤتمر الوطني الديموقراطي. ووسط احتدام المنافسة بين هيلاري كلينتون وباراك اوباما للفوز بترشيح الحزب، جعلت كلينتون من تسوية هذه المشكلة مطلبا اساسيا. ومن المقرر ان يتجمع انصارها امام فندق واشنطن حيث تجتمع "لجنة التسوية والبت" المؤلفة من ثلاثين عضوا (بينهم 13ايدوا كلينتون وثمانية ايدوا اوباما) للنظر في المسألة. ولا يعارض انصار اوباما الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب، ان تتمثل الولايتان في المؤتمر الديموقراطي بشرط الا يكون هذا التمثيل على حساب سناتور ايلينوي. وسيتم بث مداولات اللجنة مباشرة عبر شبكة "سي سبان" النيابية الاميركية.