افاد دبلوماسي غربي ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "قلقون" من امتلاك ايران وثيقة تفصل عملية ما يشتبه في انه نواة قنبلة نووية. وكشف رئيس فرق التفتيش في الوكالة اولي هينونين خلال اجتماع مغلق الخميس مع دبلوماسيين ان الوكالة جمعت معلومات من حوالي 10دول تشتبه في ان ايران اجرت سابقا ابحاثا حول عسكرة برنامجها النووي. ولطالما اعتبرت ايران ان هذه المعلومات الاستخباراتية "ملفقة" وان "لا اساس" للادعاءات في انها تسعى لإنتاج القنبلة النووية. وخلال الاجتماع التحضيري لاجتماع لمجلس حكام الوكالة يعقد الاسبوع المقبل تحدث هينونين عن وثيقة "معدن اليورانيوم" بحسب الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه. وتصف الوثيقة الواقعة في 15صفحة عملية تحويل اليورانيوم الى كرتين نصفيتين كتلك المستخدمة في الرؤوس النووية. وقال الدبلوماسي ان "العبارة التي استخدمها حول هذه الوثيقة هي (مثيرة للقلق)، وقال خصوصا ان لا سبب يدفع بلدا ما الى امتلاك وثيقة كهذه الا اذا اراد انتاج كرات اليورانيوم النصفية لسلاح نووي". وقالت ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية انها حصلت على هذه الوثيقة العام 1987مع معلومات حول تصميم اجهزة الطرد المركزي "بي1" المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. وتشدد ايران على انها لم تطلب هذه الوثيقة بالذات. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقريرها الاخير انها تحتاج الى فهم الدور المحدد لهذه الوثيقة لتتمكن من تحديد الطبيعة الفعلية لبرنامج ايران النووي الذي يثير جدلا. وعندما اتصلت به وكالة (فرانس برس) رفض هينونين التعليق حول ما قاله خلال الاجتماع التحضيري الذي اوضح انه "اجتماع تقني غير رسمي". لكن دبلوماسي آخر قريب من الوكالة اكد ان هينونين وهو مساعد المدير العام استخدم كلمة "مثير للقلق" في ما يختص بهذه الوثيقة. وفي تقرير صارم نشر الاثنين اعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "قلقها الكبير" من ان ايران تخفي معلومات حول دراسات كيفية انتاج اسلحة وتتحدى طلبات الاممالمتحدة تعليق تخصيب اليورانيوم. ورأى خبراء ومراقبون في التقرير لهجة اقسى مما يشير الى ان الوكالة بدأت تستاء من عرقلة ايران المستمرة لتحقيقاتها. وقال دبلوماسي غربي "انها من اقوى اللهجات التي شهدتها". وقالت الوكالة في التقرير "ننتظر توضيحات اساسية من ايران لإثبات اقوالها بشأن الدراسات المزعومة وبشأن معلومات اخرى يمكن ان يكون لها بعد عسكري". وأضاف ان "الدراسات المزعومة تبقى مصدر قلق شديد وتوضيحها يشكل موضوعا اساسيا في تحديد طبيعة برنامج ايران النووي في الماضي والحاضر". وتابع ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا تزال تدرس المعلومات والتوضيحات التي قدمتها ايران لكن في هذه المرحلة لم تقدم ايران كل المعلومات كما انها لم تسهل الاطلاع على وثائق او لقاء اشخاص، وهو ما يعتبر ضروريا لدعم اقوال ايران". واعتبر سفير ايران في الوكالة علي اصغر سلطانية للصحافيين الخميس بعد الاجتماع هذه المعلومات بأنها "ملفقة" واتهم الولاياتالمتحدة بمحاولة التأثير على مفتشي الوكالة لتحقيق اهدافها السياسية. ومن حجج ايران الكثيرة حول عدم صحة هذه المعلومات هي ان ايا من الوثائق لا يحمل اي ختم رسمي يشير الى انها سرية. وقال سلطانية ان هذا الامر وتناقضات اخرى هي دليل على ان المعلومات "مفبركة ومزورة". لكن دولا غربية مثل الولاياتالمتحدة غير مقتنعة بالتصريحات الايرانية وتشدد على انه يرجع الى ايران ان تثبت عدم صحة الادعاءات والا تكتفي بالقول على انها غير صحيحة. وقال السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية غريغوري شولت "اجتماع الخميس اظهر لنا ان ثمة اسبابا قوية للاشتباه في ان ايران تعمل بسرية وبطريقة خادعة على الاقل حتى الفترة الاخيرة، لإنتاج قنبلة". وقال شولت "ايران رفضت ان تفسر او حتى ان تعترف بأعمال سابقة حول عسكرة" برنامجها النووي. وأضاف "هذا مثير للقلق خصوصا انه يترافق مع جهود ايران لامتلاك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم. تخصيب اليورانيوم ليس ضروريا لبرنامج ايران المدني لكن ضروري للحصول على المواد الانشطارية لإنتاج قنبلة". واتهم الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رافسنجاني الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتدبير "فخ جديد" لبلاده. وقال رافسنجاني في خطبة الجمعة ان التقرير جدد "مزاعم الماضية التي ليس لها أساس من الصحة" ويمثل "فخا جديدا لإيران لأننا أوضحنا بالفعل جميع القضايا العالقة مع الوكالة". وأضاف أن "حقوق إيران واضحة للغاية" في ضوء معاهدة حظر الانتشار النووي، والخطأ الوحيد الذي ارتكبناه هو أننا حصلنا بأنفسنا على التكنولوجيا النووية اللازمة للأغراض السلمية". وأضاف رافسنجاني الذي مازال يضطلع بدور مؤثر في إيران رغم أنه من المعارضين للرئيس أحمدي نجاد "ينبغي على الولاياتالمتحدة وأصدقائها الغربيين عدم الانتقام بهذه الطريقة لأن دولة ما لا تعتمد على خبرتهم التكنولوجية".