للموقع التاريخي دلالته ومكانته الحضارية والمهداف مكان بارز للقادم الى بلاد الحرث بمنطقة جازان على طريق صامطة الخوبة والحرث بحوالي ثلاثة عشر كيلاً على عدوة وادي ليه الشمالية. خلد ذكره التاريخ منذ القرون الوسطية مروراً بالقرن التاسع والعاشر وحتى برز ذكر المهداف في احداث السنة السابعة عشرة بعد المائتين ابان انتشار الدعوة السلفية بمنطقة جازان في زمن الإمام عبدالعزيز بن سعود - رحمه الله - مما اشار اليه الحسن بن احمد عاكش في مخطوطته الديباج الخسرواني، والعجيلي في الظل الممدود والبهلكي في نفح العود، ومما يدل على اهمية هذا المكان انه يرتفع عن مستوى الوادي ليه باكثر من مئتي قدم حلة من الجبال الصخرية الثابتة وبجانبه آثار بني هلال والتي اشار اليها الباحث علي الفرجي في مجلة البستان، اضافة الى انه في فترة ما كان على جانبه الشمالية والشرقية والغربية سوق المهداف والذي كان يضم قبائل جنوب المخلاف وهم بتوشبيل والحرث والمسارحة في يوم الخميس واستمر فترة من الزمن يقوم بدوره الاقتصادي والاعلامي حتى تهدمت بعض موارده فانتقل البعض الى سوق كان يعقد في وعلان كما يشير بعض كبار السن وآخرون توجهوا الى سوق الخوبة الحالي الذي يقام يوم الخمس وآخرون عقدوا على سوق احد المسارحة في القرن الحادي عشر وبنوشييل اتخذوا من البدوي شمال صامطة سوقاً لهم ثم الى قربة مجعر المداخلة في عام 1283ه ، ومن ثم الى سوق الاثنين بصامطة حالياً. لكن اهمية المهداف كموقع لم نفقده اذا جاء ذكره في احداث عام السنة الثانية والعشرين بعد المائتين والألف مما ذكره عاكش بقوله "ارسل الشريف حمود الى الأمير سعود ولده احمد في جملة من الاعيان وفيهم حسن بن خالد الحازي ووصلوه الى بلدة الدرعية حفظاً للبلاد من الغير كما جاء في احداث سنة ثلاثين بعد المائتين والألف انه في هذه السنة كانت وقفة المهداف بين بني الحرث والحسن بن خالد وكانت الدائرة على اولئك القبايل بعد ان استولوا على بعض مطرحه واحرقوا خزانة البارود واصابت جواده رصاصة "عاكش الديباج الخسرواني كما انه ورد ذكر المهداف في عام اثنتين وثلاثين بعد الالف ومائتين حيث استتب فيه الحياة وصلحت احوال اهله المسماه بجبال الحرث والآن في ديار بني العواجي ولقد شهد هذا الموقع حركة اقتصادية وحضارة في بداية توحيد المملكة على يد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - عام 1351ه حيث نقل المطرح للعسكر من ابي عريش الى ابي حجر غرب المهداف ثم الى الخوبة والذي كان جدي عبدالله يحيى الربيعي ضمن الاشخاص مع الوفود المباركة لهذا التوحيد والاستمرار مع القوات في دخول الخوبة وما بعدها من مناطق اخرى والمهداف اليوم يحظى بحضور سياحي اخاذ من كافة اطياف المجتمع الا انه يحتاج الى رعاية ومتابعة ومحافظة على اثاره وتاريخية وخاصة ان اهالي البلدة يعرفون حدوده وقد قمت مؤخراً بزيارته وصورت كما هو واضح في التقرير وبهذا يظهر اهمية احداث جنوب المخلاف السليماني "جازان" على المهداف تأثراً وتأثيرا. ومدى قوة الارتباط بالدعوة السلفية المبكرة، وانضمام اهل تلك الجهة للجبال الشرقيةالجنوبية بجازان للدولة السعودية الاولى ثم الثانية ثم الثالثة المعاصرة.