؟ من غير هدى تركض.. بخطى مبعثرة.. وأنفاس محتبسة مختنقة هربت حروفها من كلماتها عرفت حروفها معنى الاحتيال كانت الشمس بلا ضياء.. والسماء بدون غطاء.. والهواء بدون هواء أشجار متكسرة.. وجوه متعبة متغربة.. جدران المنازل اليوم بلا أقنعة.. متهتكة.. مترنحة.. مستحيل يواجه المستحيل.. انه قدر العظيم الحكيم رفعت رأسها عندما سمعت صوتاً غير غريب جارتها وصديقتها تبحث كما هي كانت تبحث تبحث بحروف مسروقة من حنجرتها المجروحة بعيون من غير دموع.. لكنها حزينة ومتعبة.. وحيدة مع كثرة الأصوات.. ضعيفة مع تسارع المساعدات تائهة في شوارع معروفة.. لطالما مشت على أرصفتها ولطالما حددت بدايتها.. ونهايتها واليوم ضاعت الشوارع المعروفة وأصبحت بلا عنوان بلا بداية أو نهاية.. حتى إشارة المرور اليوم ليست هنا تابعت خطاها المرتجفة المرتعبة.. ماذا سيكون.. الخوف الخوف من القادم ويحي من أي مفاجأة.. متوقعة كان شعره ناعماً وطويلاً.. عيناه ضاحكتان مستغربتان عينان شقيتان تبحثان عن ما هو جديد.. تبحثان عن ما هو خفي.. كان يتحدى التعب.. ولطالما قاوم النوم وجهه دائري أبيض.. كان وجهه جداً نضراً.. بشرته جديدة لا زالت غير متعبة يبحث عن أكبر همومه قطعة حلوى عند البقال واعظم أحزانه.. أمه تركته وحيداً وذهبت لبيت الجيران ارتسمت صورته بمخيلتها لتتأكد أنها لازالت تدرك ما يحيط بها لحظات من النسيان هاجمتها بقسوة وعصفت مكسرة أجنحة قلبها في حين تغلبت رياح قوية على ذاكرتها ارتدت لها صورته كان يبكي كان ينادي أمي كان صاحب البشرة النضرة بين اضلعي حاولت أن أخفيه بين جنبات صدري ولكنه ببساطة اختفى.. أين اختفى.. أين اختفى تسارعت أصوات سيارات إسعاف تسابقت خطوات رجال من هنا ومن هناك هذا الشخص في تلك الزاوية يبدو معروفاً انه مراسل لإحدى القنوات بكاء.. ضياع.. بكاء.. ضياع انهارت قواها سقطت على الأرض وعندما لامست وجنتاها ما بقي من الماضي ادركت أنها الآن في مكان يدعى مينامار