بين الحب والنأي ؟ كنا وكان الحب.. خفاقاً يرينا الوجود جميلا.. ما كنا على تأهب لنأي مفاجئ او جفاء مريب.. ولكن فلسفة الألم.. جعلت لذتها في عنصر المفاجأة.. ذلك الذي يحطمنا.. فاجأتني فلتات اللسان حين وشت بمكنوتك.. وهي الصدق الظاهر في الحقيقة.. ما كنت أعلم ان لاضطرام الحب دخاناً يخنق أحياناً.. كنت أقيس هنا الوجود من خلال الحب.. وها انا أقف عجزاً في هذا الطريق المسدود.. طريق الحب.. أحقاً تود النأي؟! ان كنت باق عليه فخذه مني.. ملطخاً بجرح لا يصيبه إلا عدو.. جعلته انت وصمة لا تفارق ذاكرتي أبداً.. خذه مني.. ولا تعد تسألني من أمر الحب شيئاً.. فقد اذهلتني خسائري.. لم تنقطع تلك الأواصر بيننا. وأنت تعلم انني احببتك خارج القانون.. او.. خارج نطاق السيطرة.. جعلت للحب معنى غير الذي كنت اعرفه.. فتلك السهام التي تتقنها.. قد ملأتني.. قد يسأم المرء آلامه يوماً.. وها قد سئمت مني.. فلا تعد حين تقلبك الدنيا على أكفها تطلب الاستمرار.. او العفو.. او التجاهل.. فلكل سهمه ولكل وجهته الى قلبي.. قيد سهامك لا تعد تطلقها.. فقد استنزفتني حقا... الآن وهذا الحب منتحباً.. أرى الوجود كئيباً... انقدت الى دروب الحب بطواعية.. واسترسلت طويلاً وأخفيت عاطفتي عن العقل.. فبات العقل مجنوناً بلا هوية فكر محدد.. لم يبق لي الا ان أودعك.. بعدما أودعتك أجزائي ولم تبن عليها.. يا هذا الذي استصرخته حين عجزت في منتصف الطريق.. ليتني لم اعرفك ولم أحببك.. لكنت الآن في العدم.. لو أملك استرداد أيامي.. لكنت أبقيتك خارج نطاقي.. فقد امتلأت أنا من كل شيء يوم أن جئت أنت.. ليفيض الكأس عن احتماله.. وأفرغ نفسي من كل شيء لتستمر أنت.. هل بعد كل هذا التمرد في حق نفسي من اجلك.. تصيبني بسهم كهذا...!. خذ النأي مني.. فإني لم أعد أجيد الطرق على الأبواب.. ولم تعد لي بصيرة في الحياة.. غير ان انتظر الرحيل الى الأبد. أماني الشهري