أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان أن مشكلة المرور باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على كافة الدول والمجتمعات وهماً كبيراً على الحكومات والشعوب بالنظر إلى الفواجع البشرية الناجمة عنها والخسائر الاقتصادية القادمة المترتبة عنها. وبيَّن الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في الكلمة التي ألقاها مفتتحاً أشغال المؤتمر العربي الثامن عشر لرؤساء الأجهزة المرورية أن الإحصائيات تشير إلى فقدان مليونين ومائة ألف شخص لحياتهم سنوياً وإلى نحو خمسين مليون جريح بسبب حوادث المرور في أنحاء العالم وفي العالم العربي ما يربو على 25مليار دولار الأمر الذي يبرز بوضوح حجم مشكلة المرور التي تُعَدُّ ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. وقال كومان إن الوقاية من هذه الظاهرة لا تكمن في تشديد العقوبات في قوانين المرور كما يعتقد البعض بل تكمن في التوعية التي هي حجر الأساس لأن العنصر البشري يتسبب فيما لا يقل عن 85بالمائة من الحوادث المرورية.. لذلك يستوجب العمل على نشر الثقافة المرورية انطلاقاً من المدارس الابتدائية إن لم يكن ذلك من رياض الأطفال حتى نزرع فيهم آداب وسلوكيات المرور. وبيَّن كومان أنه لا يمكن تجاهل الدور الكبير للشركات المصنعة للسيارات التي تنتج سيارات تفوق سرعتها 300كلم في الساعة في حين أن السرعة القصوى المسموح بها في أغلب بلدان العالم أقل من نصف ذلك. وأن الأمر يزداد خطورة في العالم العربي الذي لا تسمح أوضاعه الاقتصادية بإيلاء العناية اللازمة للطرقات.. لذلك لا بد من إيجاد مواصفات عربية للسيارات تلزم الشركات المصنعة بوضع قيود تقنية تحول دون إمكانية زيادة السرعة عن حد معين. وسوف يناقش المؤتمر العربي الثامن عشر لرؤساء أجهزة المرور في أشغاله التي بدأت أمس الأربعاء بتونس نتائج توصيات المؤتمر العربي السابق وتجارب بعض الدول الأعضاء في تنظيم حركة المرور والحد من حوادث الطرقات إلى جانب الأشكال النموذجية للوحات السيارات واستخدام الأجهزة التقنية في الحد من سرعة السيارات.