نتعلم من الملك عبدالله في كل مشروع بل في كل صباح الشيء الكثير والكثير .. نتعلم منه حب هذه الأرض وحب ناسها والولاء والانتماء وإدارة الوقت والمبادرة وسرعة الإنجاز ففي حفل تدشين مشاريع الجبيل الصناعية ومشاريع وزارة التعليم العالي في الشرقية حيث كان يمر الملك عبدالله على مشاريع الجامعات يربت ويشد على أيادي وصدور أعضاء هيئة التدريس والطلاب وكانوا يردون عليه نحن يا أبا متعب رجالك وأبناؤك. لقد كانت لحظة صادقة من الطلاب وهم يقولون يا أبا متعب نحن أبناؤك ..هذا الجيل الذي تفتح على مشاريع عملاقة وضخمة شاهدوها في مدارسهم وجامعاتهم.. تعلمنا نحن من مليك هذه البلاد إدارة الوقت وسرعة التنفيذ.. تعلمنا منه هذا الدرس الذي يجب أن نحفظه ونعيد استذكاره ومراجعته بكل دقة إذ أن هذه المشاريع العملاقة التي نفذت في عهد الملك عبدالله منذ أن تولى ادارة هذه البلاد بدءاً من القرارات الادارية التنظيمية وإنشاء الهيئات وإعادة هيكلة الوزارات والإنشاء والتعمير في مجالات المدن: الصناعية والمعرفية والطبية والتعليمية الى افتتاح المشاريع الخدمية جميعها تمت من عام 1426ه وقبيل هذا التاريخ عندما باشر الملك مهام تصريف جميع أمور الدولة. هذا الدرس في إدارة الوقت وسرعة الإنجاز يجب أن يضعه كل مسؤول أمام طاولته ليكون قائداً له ونبراساً يبدأ يومه به.. كم من مسؤول أعاق وأجهض مشروعاً حيوياً للبلد وللناس بسبب التباطؤ والتراخي في تنفيذ المشروع؟ وكم مسؤولاً أضاع فرصاً استثمارية لصالح البلاد بسبب التردد والتهاون في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ؟ وكم مسؤولاً أرهق خزانة الدولة عندما أجّل أو أطال في المفاوضات حتى زادت الأسعار وقفزت أسعار الحديد والاسمنت ومواد البناء إلى أرقام قياسية وقد كان بإمكانه تنفيذ المشروع في حينه ولا يتكلف إلا نصف المبالغ الحالية؟ المشاريع التي افتتحت أو أمر بتنفيذها الملك عبدالله خلال الأيام الماضية من مشاريع نفطية وبتروكيماوية والجامعات والمستشفيات والمدارس والطرق ومجمعات الإسكان والتعمير الحكومي لو لم يسابق الزمن ويتعجل في توقيع عقودها وتنفيذها في زمن قياسي لأصبحت الآن أعباء على ميزانية الدولة أو لتعطل بعضها وانسحب المقاولون وفشلت المشاريع.. الملك عبدالله أخرج بلادنا من دوائر البيروقراطية السلبية الإداري منها والهندسي وتجاوز الإدارات التي تنتهج أسلوب التباطؤ في صنع القرار وتؤمن بالبيروقراطية المتراتبة من مبدأ ضرورة اكتمال دورة المشاريع عبر الطرق الإجرائية الى حين أن يتم الإقرار حتى وإن كان على حساب الوقت والمال .. تجاوزها لأنه في حالات كثيرة تكون النواحي الإجرائية الإدارية المتثاقلة لا تتناسب وسرعة نمو وتنامي الأجيال والتي تحتاج الى فرصها، وأيضا أن الأموال المتدفقة من عوائد النفط قد لا تتكرر وهذا ما تعلمناه من الطفرة الاقتصادية الأولى ما بعد 95ه/75م وسارع الملك عبدالله في استثمارها واستيعابها. الملك عبدالله بمشاريعه العملاقة والضخمة تقدَّم الآخرين في فارق زمني ومكاني واضحين وكبيرين وعلى إداراتنا أن تتحرك لتتماشى مع طموح ملك البلاد.