تبدأ في اوكرانيا غداً الأحد عملية التصويت في اعادة الانتخابات الرئاسية للمتنافسين الرئيسيين على منصب الرئاسة رئيس الوزراء فيكتور يانكوفيتش وزعيم المعارضة فيكتور يوشينكو. وكان رئيس الوزراء فكتور يانكوفيتش قد فاز في الانتخابات التي أجريت سابقا الا أن المحكمة العليا ألغت النتائج بحجة وقوع تزوير على نطاق واسع. وجاء قرار المحكمة بعد أكثر من أسبوع من المظاهرات التي قام بها مؤيدو يوشينكو فيما عرف بعد ذلك باسم (الثورة البرتقالية). وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن زعيم المعارضة فيكتور يوشنكو يتقدم على رئيس الوزراء بمقدار 14 نقطة. ويوشنكو يفضل توثيق العلاقات مع أوروبا الغربية وهو ما يراه منافسه يانكوفيتش سببا في تباعد بين أوكرانيا وروسيا شريكها التجاري الرئيسي. ويستعد مراقبون للانتخابات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف الأطلنطي وهيئات أخرى لمراقبة التصويت. وفي انعطافات مفاجئة ملفتة للنظر بدأ المرشحان للرئاسة الأوكرانية بتبادل المواقع في التعبير عن التوجهات والأولويات بالنسبة للسياسة الخارجية الروسية من خلال التركيز على نقيض ما كان كل منهما يعتمد عليه في الأرضية الشعبية حتى بات يوشينكو أميل إلى روسيا ويانكوفيتش صديقا للغرب قبل أيام فقط من ساعة الصفر الانتخابية. فقد أعلن زعيم المعارضة فيكتور يوشينكو في حوار تلفزيوني أن أول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيسا لأوكرانيا ستكون لروسيا حتما..!! ويرى معظم المحللين أن هذه التصريحات جاءت ردا على ما أعلنه الرئيس بوتن في ألمانيا عن استعداده للتعامل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأوكراني وأنه سبق لموسكو ان تعاملت مع يوشينكو بشكل جيد - عندما كان رئيسا للحكومة -ولا توجد أية معيقات في هذا المجال. وسرعان ما التقط يوشينكو هذه الإشارة معلنا ضرورة طوي صفحة ما مضى ومؤكدا أن علاقات استراتيجية رائعة ستكرس مع روسيا. ويعتقد معظم المحللين أن موسكو بدأت تعد نفسها جديا للقبول بالأمر الواقع وربما تطرح بشكل أو بآخر على يوشينكو تكريس السيناريو الأبخازي في السعي لتحويل الجناحين المتناحرين إلى جناح موحد متعاون ولو بأولوية لزعيم المعارضة على أن يأخذ الجناح الثاني المنصب الثاني في السلطة..!! لكن الملفت للنظر في الأيام الأخيرة أن المرشحين المتنافسين بدأا علنا باللعب بأوراق كانت منصة رئيسية للخصم فالمعروف أن يوشينكو إنما صعد بتسارع على أرضية قومية لا تخلو من راديكالية لا تكن الود لموسكو في أحسن الأحوال وتجمعه الجماهيري يطالب صراحة بالانضواء تحت لواء الغرب ومن هنا فإن تصريحاته هذه حول العلاقات الاستراتيجية الرائعة مع موسكو هي لعب بأوراق يانكوفيتش الذي قام بالمقابل وفي وقت متزامن تقريبا بتقديم إعلانات لا تقل دهشة تعتبر أيضا لعبا مفاجئا بأوراق الخصم حيث أوضح أن رغبة أوكرانيا للانضمام إلى الناتو أمر منطقي تماما ولم يكتف بذلك بل راح يوضح أن السياسة العسكرية المعاصرة ومصالح الأمن القومي الأوكراني تستدعي تعميق التعاون مع حلف شمال الأطلسي باعتباره ضامنا للأمن والاستقرار في أوربا وأن لأوكرانيا تجربة كبيرة في التعاون مع الناتو.. منوها في غضون ذلك بأن الخط الصحيح هو الحفاظ على علاقة طيبة وجيدة مع الغرب وروسيا بآن معا. على أن هذا الانعطاف التكتيكي لكسب بعض أصوات من الجناح المنافس ليس إلا تحرك ظاهري لا يعني حدوث انعطاف نوعي حقيقي في توجه هذا المرشح أو ذاك.