بدأت الأسعار الدولية في حالة معظم السلع الزراعية اتجاهاً هبوطياً، وبالتالي فإنه من غير المرجح أن تعود إلى مستوياتها المنخفضة في غضون السنوات الأخيرة. وفي حين ظل دليل أسعار الأغذية، لدى المنظمة، مستقراً منذ فبراير/ شباط 2008م، لم يزل متوسط الأسعار للأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري أعلى بنسبة 53بالمائة مقارنة بنفس الفترة في العام السابق انعكست آثار الأسعار المرتفعة للمواد الغذائية سلباً على أكثر المجموعات السكانية تعرضاً للعواقب لدى العديد من البلدان التي تنفق جزءاً كبيراً من دخلها بالفعل على الغذاء، ذلك وفق تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة حصلت "الرياض" على نسخة منه. وأوضح التقرير المعنون "توقعات الأغذية" أن فاتورة الواردات الغذاذية لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض "LIFSCs" من المتوقع أن تبلغ 169مليار دولار أمريكي عام 2008م، أي بزيادة مقدارها 40بالمائة مقارنة بالعام الماضي. وتصف المنظمة هذه الزيادة المتواصلة في حجم الإنفاق علي الواردات الغذائية للمجموعات السكانية المهددة لدى البلدان ذات الشأن بأنها "تطور مثير للقلق"، بينما تفيد بأن تكاليف سلة الواردات الغذائية السنوية لهذه البلدان قد تسجل ارتفاعاً مقداره أربعة أضعاف الانفاق المخصص لنفس الغرض عام 2000م. وقال الدكتور حافظ غانم، المدير المساعد مسؤول قطاع الشؤن الاقتصادية والاجتماعية، لدى المنظمة أن "الغذاء لم يعد سلعة رخيصة كما عهدنا به، والمقدر أن تؤدي الأسعار المتصاعدة للمواد الغذائية إلى تفاقم حالة الحرمان الغذائي التي يعيشها اليوم فعلياً 854مليون نسمة"، وأضاف "أننا نواجه خطر ارتفاع عدد الجياع عدة ملايين أخرى من البشر". ورغم التوقعات المواتية للانتاج العالمي، لن تنخفض أسعار كثير من السلع الزراعية الأساسية خلال الموسم الجديد 2008- 2009م إلا بمقدار محدود، على اعتبار الحاجة القائمة إلى إعادة تكوين المخزونات ووسط تزايد حجم الاستخدام الجاري. وبالفعل يقضي تزايد حجم الاستخدام انقضاء أكثر من موسم جيد من الإنتاج لتجديد المخزونات والحد من تطاير الأسعار. تشير أحدث تنبؤات المنظمة لإنتاج الحبوب في العالم عام 2008م، إلى ناتج قياسي يقدر حالياً بنجو 2192مليون طن، يتضمن الأرز المقشور، بزيادة إضافية نسبتها 3.8بالمائة عن عام 2007م. وخلافاً لذلك، فرغم مستويات الإنتاج القياسية من محاصيل عديدة يحتمل أن يستمر تطاير الأسعار خلال نفس الفترة بسبب تأزم حالة الأسواق. ولسوف يتناول رؤساء الدول والحكومات مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية والأمن الغذائي، بالبحث في غضون مؤتمر قمة يونيو/ حزيران المقبل الذي سيعقد بروما في الفترة 3- 5يونيو/ حزيران 2008م. وتسارع معدل ارتفاع الأسعار الدولية للبذور الزيتية ومنتجاتها خلال الفترة 2007- 2008م بحيث قفزت إلى مستويات قياسية جديدة في مارس/ أذار 2008م. كما تأزمت الأسواق العالمية بشدة وسط التزامن في هبوط معدل نمو امدادات الزيوت وانخفاض امدادات المساحيق، نتيجة التوسع الإضافي في حجم الطلب الاستهلاكي. وتشير التوقعات المبكرة للفترة 2008- 2009م إلى انتعاش قوي في الإنتاج العالمي من البذور الزيتية، فيما يفترض أن ناتج الزيوت والأعلاف سيكفي لتلبية الطلب العالمي الشامل. وتمخضت الظروف الزراعية المواتية عموماً عن تسجيل رقم قياسي في إنتاج العالم من السكر للفترة 2007- 2007م. ورغم توقعات أن يزداد حجم الاستهلاك العالمي من السكر بوتيرة متواصلة، لا يكفي ذلك لامتصاص الفائض المتوقع في الامدادات العالمية للسنة الثانية على التوالي. لذا، من المرجح أن تظل هذه السلعة عرضة للتأثير الضغوط الهبوطية في الأسعار. اللحوم رغم ارتفاع أسعار الأعلاف من المتوقع أن ينمو الإنتاج العالمي من اللحوم عام 2008.والمنتظر أن يساهم النمو الاقتصادي القوي في تدعيم اتجاه الاستهلاك الحثيث في العديد من البلدان النامية. وتشير التنبؤات إلى انتعاش قوي في الإنتاج العالمي من الحليب، استجابة للأسعار المرتفعة لمنتجات الألبان في العام الماضي. مع ذلك تظل أسواق الألبان محفوفة بعدم اليقين، كما يتوقع أن تعاود تجارة الألبان اتجاهها الهبوطي على الأكثر بسبب تحجيم الامدادات القابلة للتصدير. ويبدو أن الطلب على الواردات قد تداعى مع تواصل ارتفاع أسعار منتجات الألبان والزيادات القوية في ناتج الحليب العديد من البلدان المستوردة. وتتنبأ توقعات المنظمة أن يتواصل نمو تربية الأحياء المائية واستزراع الأسماك هذا العام ليسجل القطاع مستوى تاريخياً يضاهي نفس المستويات المتوقعة للمصيد الحر عام 2008م. وبينما يتوقع أن ترتفع بقوة أسعار الأنواع المأسورة في مصايد الأسماك الطليقة، فإن الزيادة في أسعار الأنواع السمكية المستزرعة يتوقع أن تكون أكثر اعتدالاً. ومن الممكن أن يتوسع إنتاج العالم من البطاطس في غضون العقد المقبل بنسبة تتراوح بين 2و 3بالمائة سنوياً لدى البلدان النامية - ولا سيما بين البلدان الواقعة جنوب الصحراء الافريقية الكبرى باعتبارها اليوم المحرك الرئيسي لهذا النمو. وفي الصين بصفتها أكبر منتج للبطاطس في العالم.