حادثة مضحكة ومخيفة في آن معاً، فمن ناحية تعتبر الواقعة التي حدثت في أحد المدارس الإبتدائية بمدينة وايكروس بولاية جورجيا الأمريكية فريدة من نوعها؛ لكنها في الوقت ذاته تدق جرس خطر العنف الذي أصبح متفشياً في الولاياتالمتحدة حتى من قبل أطفال صغار لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات. أبطال القصة تسعة أطفال من الجنسين، تلاميذ أحد الفصول الابتدائية، قاموا بالتخطيط لجريمة محكمة الأركان لا تخطر على بال أقرانهم في العمر؛ إذ قرر هؤلاء الصبية الانتقام من معلمة الفصل، إذا قامت هذه الأخيرة بتوجيه خطاب تأديب بحق أحد زملائهم، فما كان من الصغار إلا أن اجتمعوا للانتقام من المعلمة والثأر لما لحق بقرينهم. وتقوم الخطة على تقييد المعلمة وتكميمها تحت تهديد المسدس، وتركها مقيدة ومكبلة بالمقعد؛ وذلك بعد انتهاء الدوام المدرسي إلى حين أن يكتشف الأمر. وجهز الصغار لذلك كل الوسائل والمواد الضرورية لتجهيز الخطة وإتمامها، وهي عبارة عن حبال معدنية وأصفاد وشرايط لاصقة وسكين وقطع قماش كبيرة بالإضافة إلى مسدس آلي. وقبيل لحظة الصفر بسويعات، كشفت الشرطة الجريمة وأحبطت وقوعها؛ حيث كان الطفل المنوط بجلب السلاح، كان قد تفوه مازحاً مع حارس المدرسة بأن في حوزته سلاحاً نارياً، ولم يأخذ الحارس الكلام على محمل المزاح، فقام بالاتصال على الشرطة التي داهمت الفصل وأخرجت المسدس من حقيبة التلميذ. وصرح مدير شرطة وايكروس أن الصدفة وحدها حالت دون وقوع جريمة شاذة مثل هذه؛ موضحاً أن الأطفال حاولوا الثأر من المعلمة التي كانت قد وجهت خطاب تأديب إلى ولي أمر رفيقهم، نتيجة اعتلائه المقعد الدراسي والوقوف عليه موجهاً كلاماً قبيحاً إلى معلمة الفصل أثناء شرح الدرس، فقرر أقرانه تهديدها بالسلاح ومن ثم تكميمها باستخدام شريط قوي ولاصق على الفم وتكبيلها في المقعد بأسلاك معدنية وتقييد يديها بأصفاد تشبه تلك التي تستخدمها الشرطة، ولم يتركوا ثغرة لكشف الجريمة، حتى إنهم فكروا في جلب قطع قماش كبيرة ليقوموا بتغطية نوافذ الفصل فلا يستطيع أحد أن يشاهد أي شيء من خارج النوافذ. وقد اعترف جميع الطلاب بالتخطيط للجريمة؛ لكنهم أصروا على أنهم لم تكن لديهم نية قتل المعلمة وأن الهدف كان احتجازها رهينة لا غير.