نجح النصراويون في إعادة الوهج الإعلامي تُجاه ناديهم الكبير بعد التنظيم الرائع لأفضل وأجمل مهرجان تكريم للاعبٍ رياضي على مستوى الوطن العربي، وتمكنوا من إعادة صفة (الوفاء) التي غابت أكثر من عشر سنوات كان محبو أسطورة كرة القدم الآسيوية ماجد عبد الله ينتظرون لمسة وفاء تقدِّر جهوده وإبداعه وعطاءاته المميزة لمنتخب بلاده وناديه النصر والتي خلَّد ذكرها - رغم مرور السنين - سيرته الطيبة، وأخلاقه العالية وروحه الرياضية، وتعامله المثالي مع الجميع ما جعله محبوباً من الكل، ولا أدلَّ على ذلك الحضور التاريخي الذي ملأ استاد الملك فهد الدولي لجماهير ماجد التي تعلَّقت قلوبها بحبِّه نجماً لاوياً للأعناق، ولم تنسَ أو تتخاذل في توديعه عندما حان وقت الوداع وإن تأخر أكثر من عشرة أعوام. ماجد كان سعيداً بعد نهاية المهرجان، والجماهير العاشقة كانت أكثر سعادة بابتسامة نجمها الكبير وفرحته بنجاح الاحتفال خاصة وهو الذي قاد فريقه الأصفر بالرقم الشهير (9) أمام بطل إسبانيا ولعب دقائق قليلة أظهر من خلالها تحركاتٍ واستلاماً وتسليما مثالياً للكرة تذكرنا معها شيئاً من ماجد عبد الله. كم أنا منبهرٌ ممَّا حدث ليلةَ الأربعاء، وكيف استطاع النصر أن يصنَع في أيام قليلة مهرجاناً مميزاً يليق بعريسه الوطني المخلص، وفي حَضءرة الفريق الملكي الشهير (ريال مدريد) بكامل طاقمه المرصَّع بنجوم الملايين، وما زاد الجمال جمالاً أداء الفريق الأصفر المطعَّم بنجوم المنتخب والعرب، والمستوى والنتيجة الكبيرة التي تفاعل معها الجميع. تساءلت كثيراً كيف تحوَّلت أحلام محبي ماجد بتكريم نجمها القارِّي إلى (حقيقة) واقعة لا تقبل التشكيك وهذه الحقيقة في ذات التوقيت براءٌ من سنوات طويلة شعارها القيل، والقال، والوعود الرنَّانة الكاذبة التي أرَّقت عشاق ماجد قبل ماجد نفسه وكيف لم يكُن من السهل اليوم على المخرِّبين الذين انكشفوا في الوقت المناسب فرض مزيد من التأجيل والتخريب، ومزيد من التَّعب لكل الرياضيين الذين يقدرون الرجال، ويهتمُّون بمبادلة الأوفياء الوفاء. كان ماجد عبد الله وفياً على مدى واحدٍ وعشرين عاماً قضاها في ميادين الكرة؛ ظل طوال سنواتها النجمَ الأوحد في ناديه، وفي منتخب بلاده إلى أن أَعلن تعليقَ حذائه في العام 98م، بعد أنء تحقَّقت له كلُّ الإنجازات التي يطمح أي لاعب إلى تحقيقها، وزاد على ذلك الألقاب الشخصية التي تطارده إلى وقتٍ قريب. عضو شرف النصر الأمير فيصل بن تركي نجح في إزالة أصعب ثقل على كاهل النصراويين استمرَّ عقداً من الزمن، ويُحسب له مبادرته في إقامة الاحتفال وخروجه بالصورة المميزة التي كانت حديث الناس والفضائيات، ليس من أجل ماجد عبد الله ؛ بل من أجل وعشَّاقه ومحبِّيه الذين آن لهم أن تقرَّ أعينُهم.