إذا تمرغ الجسد فوق بطحاء الهوى، وتوسد صلابة الفراق، وألتحف لهيب الشوق، فأي سكينة قد تنزل به وكيف للصبر أن يتغشاه.. .. سيكون الظل حلما لا يغادر أجفان عينيه التي فارقها الكرى من هول ما تعاني من قسوة الموقف.. فهو جسد إن اشتكى منه عضو سيتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. .. الاعتذار يجوز أن يكون شريعة كل شيء، وحتى اللاشيء إلا الفرار من اللهيب بحثاً عن البرد والسلام.. .. يمكن التوقيع بالاعتذار على كل ورقة، إلا تلك الورقة التي كتبت بدم جسد صابر وأرسلت بمظروف الحياة، وحملتها زفرات الألم.. أنى له أن يعتذر. طاقته المحدودة لها السيادة، والبطحاء برهان قوته، والوسادة دليل صبره، واللحاف ستار معاناته. ورغم كل ذلك، اللهيب يموج من فوقه ومن تحته، فكيف له أن يعتذر. .. انقلوا الجسد على عشب الهوى الأخضر، الذي يظلله أشجار اللقاء، واجعلوا الشوق شمس يراها في ثوب الحياء تطل عليه من خلف حجاب الأشجار.. .. ولن يحتاج للاعتذار، ولن يحن للظل والماء، فإذا ارتوت العروق فإني للجسم أن يظمأ إلا فسقاً وبذخاً.