بعد ثلاث سنوات تقريبا من الشفاعات التي قام بها العديد من اصحاب السمو الملكي الامراء والمعالي والفضيلة وخمسين مليون ريال رصدها اهل القاتلين بدعم من المحسنين لتكون مكافأة او دية للعفو عن القاتلين الا ان ذلك لم يكن مقنعا لوالد المقتول لأنه لا يرى ان مال الدنيا يساوي قطرة من دم ابنه. لكن كلمات من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض عن فضل العفو واجره الكبير من الله مستدلاً بالآيات الكريمة:(فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وبالأحاديث النبوية الشريفة وبالمأثور من اقوال العرب جعلت الشيخ فيصل بن سند البقمي يعفو عن قاتلي ابنه المحكوم عليهما بالقصاص. ونوه الأمير سلمان بمواقف قبيلة البقوم المشرفة وقد كان لكلمات سموه ابلغ الأثر في نفس والد القتيل مما جعله يطلب من الأمير سلمان لحظات يتشاور فيها مع ابنيه وبعد أقل من خمس دقائق خرج ليعلن عفوه عن قاتلي ابنه لوجه الله تعالى دون أي مقابل مادي، مع ان عائلة القتيلين رصدت لذلك 50مليون ريال ولكن بحثاً عن الأجر من الله. فقد فضل الآخرة على الدنيا، وذلك بعد كلمات وشفاعة سموه. وبدأت القضية كما يرويها الأمين العام للجنة الصلح بامارة منطقة الرياض الاستاذ ابراهيم بن عبدالله الشثري من مشاجرة وقعت في يوم 1425/7/6ه بين الطرف الاول ويضم كل من فهد بن خزيم بن عبدالمحسن السهلي وسعود بن خزيم بن مشعان السهلي والطرف الثاني منير بن فيصل بن سند البقمي وقد ضرباه بخشبة أدت الى وفاته (يرحمه الله واسكنه فسيح جناته) وتم احالتهما الى القضاء وصدر حكم شرعي يقضي بقتلهما قصاصا وصدر الامر السامي بتنفيذ الحكم الشرعي وتم تأجيل التنفيذ بناء على الامر السامي لعل الله ان يكتب الصلح بينهم وتمت اقامة مخيم ضخم من قبل بعض اهل القتيلين ويعد من اكبر المخيمات التي تقام في المنطقة من اجل الوجاهة وسعيا للشفاعة من قبل اكثر من ستة الاف من شيوخ واعيان القبائل امام منزل الشيخ فيصل بن سند البقمي في مركز رضوان التابع لمحافظة الطائف واثناء انعقاد المخيم وبسبب الضغط النفسي والعصبي على والد القتيل الشيخ فيصل البقمي اصيب بعارض صحي اثناء المخيم مما اضطر ابناءه الى نقله الى المستشفى مما ادى الى توقف التفاوض وتقويض المخيم. واستمرت المساعي من قبل اصحاب السمو والفضيلة والمعالي والسعادة ولكن لم تثمر شيئا وقبل تنفيذ الحكم بايام قليلة حيث كان من المفترض ان ينفذ القصاص الاسبوع القادم، طلب الأمير سلمان من والد القتيل الحضور للقاء به وحضر من محافظة الطائف برفقة ابنيه سند وحماد. وعند دخول والد القتيل قال انا لا اريد الا تطبيق الشرع فقال له الأمير سلمان هذا حق من حقوقك وسيتم تنفيذه قريبا اذا طلبت ذلك وانا لم اطلب اللقاء بكم من اجل الضغط عليكم فحاشا لله لان هذا حقكم الشرعي من الله ولن نلومكم او يلومكم أي احد ابدا اذا طالبتم بتنفيذ حقكم الشرعي. ولكن انا طلبت اللقاء بكم بسبب مسئوليتي من ناحية الصلح بين الناس وتوضيح فضل وأجر العفو والصفح لكم وانا لن اقدم لكم أي عرض لأنكم رفضتم المبالغ الضخمة ولا تطلبون المتاجرة بدم ابنكم او المقابل او العوض كما ان مصابكم الجلل في ابنكم ليس بالأمر السهل واليسير ولكن الاجر من الله عند العفو اعظم واكبر من ذلك كله. وأردف سموه لو ان هذه الحادثة وقعت بسبب سلوك سيئ ومشين من الجانيين او تخطيط مسبق منهما للقتل فانني لن اسعى الى طلب العفو لهما، ولكن ما حدث ناتج عن حالة مفاجئة في وقت غضب ورعونة شباب. لذا طلبت اللقاء بكم ولا اريد منكم الرد الآن ولكن اذهبوا واستخيروا الله في هذا الامر وفكروا ولعلي التقي بكم بعد يومين او ثلاثة او متى تشاؤون، في هذا الاثناء تغيرت نبرة صوت الاب وطلب من الأمير ان يختلي بابنيه لوحدهم وانتقلوا الى مكتب مجاور لوحدهم. ويتابع الشثري قائلا كنا نتوقع الرفض منهم، ولكن المفاجأة عندما خرج الاب مع ابنيه ليعلن العفو لوجه الله تعالى ثم لوجاهة ومسعى الأمير سلمان عن جميع القاتلين دون أي مقابل او أي شرط. واعرب الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن شكره لوالد القتيل الشيخ فيصل بن سند البقمي ولابنيه ولأسرته جميعا على موقفهم النبيل والمشرف،لان تنازله دون مقابل رغم انه عرض عليه مبلغ كبير دليل طيب معدنه وما قام به من عفو تعجز الكلمات عن وصفه. كما سأل الله تعالى ان يتغمد ابنهم منير بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته. كما اعرب سموه ان شكره لجميع اصحاب المساعي الحسنة والوجهات الطيبة في هذا الامر من اصحاب السمو والمعالي والفضيلة. واشار سكرتير لجنة الاستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن القعيد الى ان مساعي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كان لها ابلغ الاثر في تحقيق ما عجزت عنه الكثير من المساعي وهذا بفضل الله وتوفيقه. كما ان تجاوب اولياء الدم لطلب سموه واقتناعهم بما قاله من فضل العفو كان له ابلغ الاثر. واوضح القعيد ان توجيه الأمير سلمان بتشكيل لجنة بذل المساعي الحميدة للصلح والحث على العفو باشراف عام من سموه وعضوية عدد من مسئولي الامارة من ذوي الاختصاص ومن يراه سموه الكريم من العلماء والوجهاء. واضاف بان من عمل اللجنة اشعار اصحاب الحق بما صدر من حكم تجاه خصمهم قد صدر امر تنفيذه من قبل المقام السامي الكريم مع اظهار ما للصفح من مكانة واجر عند الله ويتم بدون أي ضغوط على اصحاب الحق. ولا تنظر اللجنة الجرائم المرتبطة باعمال الخطف والسرقة وفعل فاحشة الزنا واللواط او التمثيل بالقتيل او تبييت النية في القتل. هذا وقد عبَّر الشيخ عبدالله بن سعد الغزواني السهلي نيابة عن نفسه وعن جميع السهول في المملكة عن عظيم شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على الجهود الجبارة في شفاعتهم لدى الشيخ فيصل بن سند السمي البقمي للتنازل عن حقه الخاص بالعفو عن قاتلي ابنه من القصاص وعتق رقبة ابنينا سعود وفهد وهذا ليس بمستغرب على صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في السعي في أعمال الخير والتدخل في حل المنازعات والشفاعة لدى الأطراف المتخاصمة . كما عبَّر ناصر بن حسن الغزاني السهلي عن سروره بمناسبة تنازل الشيخ فيصل بن سند السمي البقمي عن الحق الخاص واعتاق رقبة الشابين عبدالله بن خزيم السهلي وفهد بن خزيم السهلي لوجه الله سبحانه وتعالى وهذا ما أعاد الفرحة إلى أمهات هذين الشابين ولجميع أسرهم سائلين الله أن يخلف عليه وأن يبارك في ما اعطاه وأن يجعل ما قام به في موازين أعماله وحسناته وأن هذا العفو جاء بعد الله ثم تدخل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله والشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على دورهم والفعال سائلين الله أن يجعل ما قدموه في موازين أعمالهم والشكر موصول إلى جميع أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب السعادة ومشايخ القبائل في الداخل والخارج. كما قدم خزيم بن مشعان بن خزيم السهلي عظيم شكره وامتنانه لمقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على الجهود الجبارة والشفاعة لدى الشيخ فيصل بن سند البقمي من أجل اعتاق رقبة ابنينا سعود بن خزيم بن مشعان السهلي وفهد بن خزيم السهلي التي من الله بها والفضل يعود إلى الله ثم إلى الشيخ فيصل بن سند البقمي.