يكشف خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش امام البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" الوجه القبيح العنصري للإدارة الامريكية ليس الحالية فقط وانما للإدارات الامريكية كلها، فهي جميعاً منحازة إلى إسرائيل وتقف ضد العرب والمسلمين، وأثار ذلك استياء بالغاً في كل الأوساط الدولية المهتمة بالسلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وما يرتبط به من التوازن الرسمي على المستوى العالمي. الطابع العنصري الذي اتصفت به كلمات الخطاب الذي ألقاه جورج بوش امام الكنيست يدل دلالة قاطعة على دعم امريكا للإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ويتناقض تماماً مع محاربة الإرهاب التي اعلنها الرئيس الامريكي جورج بوش في عام 2001م. ذلك لأن زيارته لاسرائيل في ذكرى مرور ستين عاماً على اغتصابها لفلسطين وخطابه العنصري امام الكنيست قضت تماماً على مصداقية الرئيس الامريكي جورج بوش كوسيط في عملية السلام العربي الإسرائيلي واظهرته في صورة العدو المباشر لقوى الاعتدال والسلام في منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً وانه كال المديح لحكومة تل ابيب واطلق يدها في مواصلة عدوانها ضد الشعب الفلسطيني. اثار خطاب الرئيس جورج بوش امام الكنيست بمناسبة الذكرى الستين على قيام دولة إسرائيل يوم الخميس الماضي 15مايو من عامنا الحالي 2008م ردود فعل قوية وغاضبة من قبل مسؤولين فلسطينين واعضاء عرب في الكنيست وبعض الاعضاء الاسرائيليين فقد اعلن تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضوالكنيست السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان الرئيس جورج بوش تفوق بخطابه على رئيس الوزارة الاسرائيلي إيهود اولمرت، وعلى رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو في تطرفهما وتعصبهما لاسرائيل وسياستهما العدوانية التوسعية.. واكد تيسير خالد في تعقيبه على خطاب الرئيس جورج بوش الذي القاه امام الكنيست بقوله انه قدم العديد من الاشارات الصريحة والواضحة على عمق الالتزامات القائمة والمتبادلة بين واشنطون وتل ابيب لجعل الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط تقتصر على تسوية سياسية للصراع الدموي من خلال محاربة التطرف والإرهاب، وان ما جاء في خطاب الرئيس جورج بوش يؤكد بجعل أمريكا طرفاً منحازاً إلى السيادة العدوانية التوسعية لاسرائيل خاصة وان كلمات الخطاب تجنبت بعمق الحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال في مخيمات اللاجئين وتفرقهم في الشتات الذي جسده الامتناع المقصود عن التعليق على النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية التي تزداد توسعاً. ومن جهة اخرى اعتبر محمد بركة احد الاعضاء العرب بالكنيست ان خطاب الرئيس جورج بوش هو اعلان حرب على شعوب منطقة الشرق الاوسط ووصف الخطاب بالخطورة التي تفوق خطورة رسالة الضمانات التي قدمها الرئيس الامريكي جورج بوش لرئيس الوزارة الاسرائيلية السابق ارييل شارون، وكذلك يثبت الخطاب بالكنيست في ذات الوقت تراجع الرئيس جورج بوش عن تعهده في المؤتمر الدولي الذي عقد في انا بوليس خلال شهر نوفمبر من العام الماضي 2007م التي كانت موضع انتقاد من قبلنا منذ لحظة صدورها. يقول سلفان شالوم احد اعضاء الكنيست ان الرئيس الامريكي جورج بوش اثبت بخطابه امام الكنيست وموقفه من حماس بانه أكثر صهيونية من عدة وزراء يشاركون في الحكومة الاسرائيلية.. اما زعيم حزب المغدال زفولون اورليف الذي تأثر كثيراً بما جاء في خطاب الرئيس جورج بوش بالكنيست ان هذا الرئيس الامريكي يتحدث مثل اعضاء حزب المغدال وان حبه اللامتناهي لاسرائيل اثار مشاعري. وهاجم عضو الكنيست اليساري بوسي بيليز زعيم حركة ميرتس الرئيس الامريكي جورج بوش واتهمه بانه لا يفهم الصداقة الحقيقية لاسرائيل التي تفرض ايجاد طريق يوصل إلى السلام مع جاراتها. اما عضو الكنيست عن حركة ميرتس ابشلوم فيلون فقد اكد بأن الرئيس جورج بوش لم يكن متوازناً في رفضه التعامل مع حماس ذلك لأن التفاوض السلمي لابد ان يشمل حماس ومن ضمن ردود الفعل الهجوم الذي شنه عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني الصهيوني اوري ارنيل الذي صرخ في وجه الرئيس الامريكي جورج بوش "من يدعوإلى تقسيم وتوزيع ارض اسرائيل لا يستحق شرف الغاء خطاب في داخل البرلمان الاسرائيلي - الكنيست". ردود الفعل على خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش بالكنيست لم تقتصر على اسرائيل وانما وصلت إلى الولاياتالمتحدةالامريكية حيث اتهم المرشح الديمقراطي باراك اوباما الرئيس جورج بوش باستخدام الخطاب في الكنيست للتأثير على المنافسة الانتخابية بين المرشح الديمقراطي والمرشح الجمهوري، ورد باراك اوباما على الرئيس جورج بوش بان السياسة التي انتهجها هي التي قوت إيران وفشلت في الدفاع عن اسرائيل وامريكا. يندد الفلسطينيون بزيارة الرئيس جورج بوش لاسرائيل ويصفونه بالزعيم الصهيوني المتطرف، واعلنت حماس في بيان لها بأن زيارة الرئيس جورج بوش لاسرائيل بمناسبة الذكرى الستين على قيامها تكرس الانحياز الامريكي للاحتلال وتوفر الحماية لجرائم الحرب. نشرت صحيفة الاندبندنت تقريراً موسعاً انتقدت فيه تجاهل خطاب الرئيس جورج بوش في الكنيست الاسرائيلي مأساة الشعب الفلسطيني والتمادي في الاشادة باسرائيل، ولم يتطرق في الخطاب إلى المفاوضات السلمية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" وبين رئيس الوزارة الاسرائيلية إيهود اولمرت حول قيام الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية وجاءت الاشارة فقط إلى ذلك عندما تمنى جورج بوش ان يرى بعد ستين عاماً من الآن قيام هاتين الدولتين جنباً إلى جنب، ومع ذلك يدعي بأن "دولة فلسطين ستقام على ارض الواقع قبل خروجه من البيت الأبيض في 2009م".