قدم الرئيس الأمريكي جورج بوش اعتذارا رسميا ، أمس الثلاثاء ، إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لإساءة احد الجنود الأمريكان في العراق إلى القرآن الكريم. وكان احد الجنود الأمريكان استخدم المصحف هدفاً للرمي بالرصاص، مما اثار سخط الأوساط الدينية والرأي العام في العراق والدول الإسلامية بصورة عامة. كما قدم الجنرال لويد أوستن اعتذارا لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني. وأثار هذا الفعل الإجرامي استياء منظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة جدة، وعدته سلوكا مدانا و غير مسؤول ولا يمكن التغاضي عنه. من جانبه، دان مجلس الوزراء بشدة الاعتداء الآثم الذي ارتكبه أحد الجنود الأمريكيين على حرمة القرآن الكريم. ووصف بيان صادر عن المجلس بأنه "اعتداء على أهم مقدسات المسلمين و انتهاك لمعتقداتهم". وأضاف البيان أن رئيس الوزراء العراقي ابلغ الرئيس الأمريكي، خلال اتصال هاتفي، استياء وغضب الحكومة والشعب العراقي من السلوك المشين للجندي الأمريكي. وأضاف البيان أن المالكي "طالب الرئيس الأمريكي بتقديم الجندي إلى المحاكمة وإنزال أقسى العقوبات به"، محذرا من مغبة تكرار مثل هذه الأفعال التي تسيء إلى مشاعر المسلمين. وطالب مجلس الوزراء القوات متعددة الجنسيات بضرورة "توجيه وتثقيف جنودها على احترام الدين الإسلامي ومقدسات ومعتقدات وقيم الشعب العراقي". من جهة اخرى، قالت هيئة علماء المسلمين ، أكبر مرجعية للعرب السنة في العراق ، امس الثلاثاء إن قوات من الجيش العراقي داهمت أحد المساجد وعبثت بمحتوياته في أحد الأحياء جنوبي بغداد. وذكرت الهيئة في بيان أن "قوة من الحرس الحكومي مكونة من نحو 25عربة نوع همر داهمت فجر أول من أمس (الاثنين) جامع أحمد المختار في حي آسيا بمنطقة الدورة جنوب بغداد". ومضى البيان بالقول إن القوة "قامت بتكسير أبواب المسجد وعبثت بمحتوياته وبعثرت المصاحف والكتب في مكتبته من دون مراعاة لحرمة المكان". وذكر البيان أن هذه العملية تأتي "بعد أسبوع واحد من قيام جنود الاحتلال الأمريكي بجعل المصحف هدفاً في أحد ميادين الرمي في الرضوانية غرب بغداد". وأكد البيان "أن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الجرائم المخالفة لشرع الله الحنيف فإنها تحمل الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عنها".