لعب رواد النفط الأوائل دورا مهما في توسيع دائرة العلم والثقافة في المجتمع المحيط بأعمال شركة أرامكو وكان لهؤلاء الرواد بصمات واضحة في توجيه مكونات النسيج الاجتماعي نحو مسار التعليم بدعم من الدولة التي وضعت ذلك ضمن خططها الإستراتيجية. ومن هؤلاء الرواد الأستاذ فهمي بصراوي حيث يشير أرشيف أرامكو لأنه رغم إكماله الصف السادس الابتدائي فقط، بدأ مشواره الحافل مع أرامكو حيث عمل مدرسا في مدرسة الجبل التابعة للشركة في الظهران. كان مقيماً في جدة ويعمل كاتباً في قسم الشرطة حين استجاب لإعلان للتوظيف في أرامكو. وتم توظيفه بسرعة لإجادته اللغة العربية قراءة وكتابة. وقد قيل له أنه سيصبح مدرساً للغة الإنجليزية! ولم تكن له دراية باللغة الإنجليزية ولكنه سرعان ما تعلمها بنفسه وكان يُدرِّسها لتلاميذه أثناء دراسته لها متقدما عليهم بدرس أو درسين. وقد كان برفقته 3أو 4مدرسين في مدرسة الجبل يدرسون أكثر من مائة طالب. وبذلك تحدد عمله وسرعان ما أصبح مدرساً تقليدياً بجانب ولعه بتنظيم الرياضات الشبابية والرحلات الميدانية. ويستذكر الأستاذ فهمي تدريسه معالي الوزير علي النعيمي لمدة سنتين عندما كان في مدرسة الجبل. ويذكر أنه كان يُحضِّر دروسه جيداً. التحق الأستاذ فهمي بجامعة في بيروت بعد السنوات التي أمضاها في مدرسة الجبل. وقد كان من ضمن المجموعة الأولى من طلبة أرامكو السعودية التي درست في لبنان. ثم عاد بعد ذلك إلى الظهران للعمل في قسم العلاقات الحكومية في الشركة. والأستاذ فهمي شخصية معروفة في تلفزيون أرامكو حيث قدم برامج تعليمية لمدة 17سنة. وتعلمت النساء في المنطقة الشرقية من المملكة من خلال برامجه القراءة والكتابة في زمن لم تتوفر فيه مدارس للنساء. ثم أصبح بعد ذلك مقدما لبرنامج أسئلة وأجوبة شهير تبارى فيه طلاب أرامكو السعودية على علوم الرياضيات والتاريخ والجغرافيا والدين.