قد تكون معلومات هذا المقال جافة وصعبة بالنسبة للقارئ العادي، ولكنها مهمة لإدراك أن الاستمرار في تناول أطعمة مرتفعة المؤشر الجلايسيمي مثل القمح المكرر والمعالج يومياً وفي الوجبات الثلاث على شكل خبز او جريش او مرقوق الخ. أو تناول البطاطس بإفراط وباستمرار مهما كانت طريقة تحضيرها يؤدي على المدى البعيد إلى عدم تقبل الجلوكوز وحدوث متلازمة الأيض التي ترتبط بالاصابة بأمراض مثل مرض السكرى من النوع الثاني وأمراض القلب. نشرت المجلة الأمريكية للتغذية السريرية مقالاً عن دراسة بعنوان " تغيير النشويات يعزز إفراز الإنسولين لدى المصابين بمتلازمة الأيض. Dietary carbohydrate modification enhances insulin secretion in persons with the metabolic syndrome" . والمقال يذكر أن متلازمة الأيض تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والإصابة بأمراض القلب، ولكن تأثير تغيير الغذاء على تمثيل الجلوكوز والإنسولين بمعزل عن محاولة تخفيف الوزن أمر لم يتم فهمه بشكل كافٍ. وكان الهدف من الدراسة معرفة أن كان تغيير نوعية النشويات يحسن من إفراز الأنسولين ودرجة تحمّل الجلوكوز لدى ذوي الوزن الزائد الذين يعانون من متلازمة الأيض حتى لو لم يكن هدفهم الأساسي هو تخفيف أوزانهم. وخلال الدراسة التي استمرت لمدة اثني عشر أسبوعاً وشملت 72شخصاً يعانون من متلازمة الأيض تبعاً لمعايير البرنامج التعليمي الوطني للكوليسترول تم تقسيم المشتركين إلى فئتين تناولت الأولى خبزاً مصنوعاً من الجاودر rye bread ومعكرونة (وهي أطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي) كمصادر للنشويات وتناولت الثانية بطاطس وخبزاً مصنوعاً من القمح والشوفان (وهي أطعمة مرتفعة المؤشر الجلايسيمي). وكانت نتيجة الدراسة أنه لم يحدث تغيير يذكر في اوزان المشتركين، كما لم يحدث تغيير يذكر في تركيزات الجلوكوز والإنسولين. وما حصل أنه حدث تغيير في مؤشر الإفراز المبكر للإنسولين حيث ازداد بمقدار الثلث لدى من تناولوا الخبز المصنوع من الجاودر والمعكرونة مقارنة بمن تناولوا البطاطس والخبز المصنوع من القمح والشوفان. وزيادة إفراز الأنسولين ترتبط بتحسن في تقبّل الجلوكوز بينما تؤدي زيادة الوزن إلى تدني تقبّل الجلوكوز. ويستنتج من الدراسة أن تغيير نوع النشويات بتناول الخبز المصنوع من الجاودرو والمعكرونة يساعد على تحسين إفراز الأنسولين لدى المصابين بمتلازمة الأيض، وهذا قد يساعد على تحسين مستوى تقبل الجلوكوز ويؤدي بالتالي إلى تخفيض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ونستنتج من هذه الدراسة ومثيلاتها من الدراسات المشابهة أن تناول أطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي (مؤشر سكر الدم) كالجاودر والمعكرونة يمكن أن يحمي من حدوث أمراض خطيرة مثل مرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب! وقد يقول قائل: ومن أين نأتي بالجاودر، ونقول بعد دراسة خصائص الجاودر اتضح أنه من الحبوب الصلبة التي تنخفض فيها كمية النشويات وترتفع فيها كمية الألياف، ولدينا أنواع من القمح لها نفس الخصائص مثل قمح الصما والمعيّة والقصيم الخ. والتي تعتبر منخفضة المؤشر الجلايسيمي.